أطلق وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو أمس شعارا هو الأول من نوعه لمسؤول غير عربي واعدا بالصلاة قريبا في المسجد الأقصى المبارك فيما شدّدت مصادر تركية على أن الردّ على «مجزرة الحرية» سيكون «مؤلما» و«مدروسا». وجاء وعد أوغلو أمام نظرائه العرب في منتدى اسطنبول الاقتصادي الذي انعقد مؤخرا بتركيا. القدس عاصمة لفلسطين ونقلت صحيفة «ميلليت» التركية عن مصادر حضرت الاجتماع الوزاري المغلق أن أوغلو قال: ستكون القدس قريبا عاصمة لفلسطين وسنؤدي الصلاة معا في المسجد الأقصى. وأشارت المصادر الى أن قائد الديبلوماسية التركية أكد بلهجة نارية ولكنها غير انفعالية: «إن أيّ تركي يمكنه حاليا الصلاة في المسجد الأقصى.. ولكن عليه الحصول على تأشيرة دخول اسرائيلية». وعبّر عن رغبة أنقرة في إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية يذهب إليها الزعماء العرب بحرية ويصلون في «الأقصى» بلا تأشيرة دخول اسرائيلية. وأوضح أن هذا الوعد يعني أن رفع الحصار عن غزة لم يعد بعيدا.. وكما كانت غزة ومازالت هدفا مركزيا ستكون إقامة الدولة الفلسطينية مسعى محوريا وأساسيا لتركيا. عدم ثقة وفي سياق متصل أعلن داود أوغلو أن تركيا لا تثق في مصداقية اللجنة التي شكلتها اسرائيل للتحقيق في مجزرة أسطول الحيرة. وقال أوغلو: إن أي تحقيق تجريه اسرائيل من طرف واحد لن تكون له أية قيمة في نظر تركيا، مجدّدا إصرار بلاده على تشكيل لجنة تحقيق تحت الاشراف المباشر للأمم المتحدة وعلى تحقيق محايد تشارك فيه أنقرة. وأردف أن تركيا تنتظر بفارغ الصبر اتخاذ الأسرة الدولية إجراءات بطريقة موضوعية. وحذّر من مغبّة تجاهل طلبات أنقرة بتشكيل لجنة دولية مهدّدا بأنها ستراجع كافة علاقاتها مع اسرائيل من جانب واحد وستفرض عقوبات عليها.. في هذه الأثناء، ذكرت تقارير إعلامية تركية أن حكومة رجب طيب أردوغان ألغت صفقة عسكرية بقيمة 180 مليون دولار مع اسرائيل. وتقضي الصفقة بشراء 10 طائرات استطلاع من دون طيار. وكان سلاح الجو التركي قد عقد هذه الصفقة مع مؤسسات الصناعات الجوية الصهيونية وشركة «إيلبيت» التركية. بيد أن مصادر مسؤولة من الطرفين نفت صحة المعلومات مؤكدة أن العقد لم يتأثر بالمناوشات السياسية الحاصلة بين أنقرة وتل أبيب. في الاطار نفسه، أكدت مصادر ديبلوماسية تركية وجود إعادة نظر شاملة في العلاقات مع اسرائيل. وقالت المصادر ان هناك مصالح تركية مع اسرائيل ولكنها لن تكون على حساب الكرامة التي تعتبرها أنقرة أهم من أية مصلحة كانت. وأشارت الى أن ردّة الفعل على الارهاب الصهيوني لا تأتي بالعواطف بل بإجراءات مدروسة دون تعريض المصالح التركية الاستراتيجية الى ضرر كبير. وأفادت بأن هناك إجماعا رسميا وشعبيا وإعلاميا تركيا بضرورة «الثأر» من تل أبيب.