لإيمانها بأن «العقل السليم في الجسم السليم» وأن «الرياضة أخلاق أو لا تكون» وأن النشاط الرياضي يخفّف الضغط النفسي على مختلف شرائح الأعوان بالمؤسسة، أولت جمعية الهلال الرياضي بالمستشفى الجامعي «فطومة بورقيبة» بالمنستير، وبالتنسيق مع الادارة العامة ومختلف الهياكل بالمؤسسة عناية خاصة بالنشاط الرياضي لفائدة الأعوان، وذلك من باب الحرص على سلامتهم باعتبارهم العنصر الأساسي للإنتاج ولأجل هذا الهدف النبيل أيضا تمّ تخصيص ميزانية خاصة بالنشاط الرياضي.. وحول نشاط مستشفى «فطومة بورقيبة» الرياضي، واختياره كأحسن مؤسسة تشجّع على تعاطي النشاط الرياضي أفادنا السيد «عمارة طنبورة» بالتقرير التالي.. يقول السيد عمارة طنبورة رئيس الجمعية بالمؤسسة الصحية «فطومة بورقيبة» العمومية: تأسّست الجمعية سنة 1977 بتشجيع من إدارة المستشفى، وبمبادرة من السيد المنصف الماي (ممرض بالمستشفى) وثلة من الزملاء بإمكانيات متواضعة وشعارها الانضباط والسلوك الحسن والعمل على إرساء التآخي، مما جعلنا نتحصل على عدة كؤوس وبطولات وهو ما ساهم في خلق أجواء رياضية سليمة. ولقد تمحور نشاط الجمعية حول كرة القدم والكرة الحديدية والعدو والألعاب الفكرية ك«السكرابل» والشطرنج. ولقد تداول على رئاستها السادة المنصف الماي والحبيب بن نصر ومحمد فرج الخديري وعمارة طنبورة صحبة الأعضاء خليل قزقز والمنصف الحاج سالم والحبيب مقرون وعبد السلام جعبر ومحمد الشايب العميري وخليفة الركباني وفرج التومي وفوزي بوسريح ومحمد حمودة. ولقد تمّ التعاقد مع اطارات مختصة في التدريب والتكوين والصحة يسهرون على توفير كل أسباب الراحة والمتابعة الرياضية والصحية للاعبين. ولقد خصّصت الادارة العامة للمستشفى الجامعي «فطومة بورقيبة» بالمنستير ميزانية سنوية و حوافز مادية لتشجيع الأعوان على تعاطي النشاط الرياضي، واقتناء أزياء رياضية ومعدات وتجهيزات رياضية لفائدتهم. والغاية النبيلة من تعاطي النشاط الرياضي في المؤسسة يضيف السيد «عمارة طنبورة» مستدركا ومتدفقا في الكلام هي لبناء مجتمع سليم وغرس القيم السامية والأخلاق الحميدة في أذهان أبناء أعوان وإطارات المستشفى الجامعي «فطومة بورقيبة» بالمنستير. ولقد تدفقت المشاركات الرياضية محليا ودوليا وفزنا بكؤوس وبطولات وجوائز عديدة بالألعاب الفردية. كما قمنا بإمضاء اتفاقية توأمة مع مستشفيات قنال السويس بالاسماعيلية بمصر الشقيقة، وهذه تعتبر فرصة للانفتاح على العالم الخارجي، وكذلك شاركنا في دورة عربية في الأردن، وتحصلنا على كأس الروح الرياضية، كما شاركنا في احتفالات 6 أكتوبر بجمهورية مصر الشقيقة، وأيضا في الدورة الدولية لكرة القدم بألينا ببلغاريا 2006، و2009. وأضاف السيد «عمارة طنبورة» أيضا: وللتحسيس بمدى أهمية ممارسة النشاط الرياضي وإيجابياته على صحة ومردودية العون داخل المؤسسة وفي عائلته أحدثت إدارة المستشفى ملعبا رياضيا جديدا بمركز التوليد و«طب الولدان» كان له الوقع الكبير والحافز الأكبر لإقبال الأعوان على ممارسة الرياضة، حيث أصبح عددهم 100 عون سنة 2009، بعدما كان في حدود 50 عونا سنة 2008، ونتوق الآن الى دعوة العنصر النسائي للانخراط في النشاط الرياضي وهو من أهم أهدافنا الحاضرة واللاحقة. وهكذا لا يسعنا في النهاية إلا أن نرفع الى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي تحية إكبار للسياسة الاستشرافية والحكيمة والمبادئ السامية التي أرساها منذ التحول ممّا مكّن جميع الأطراف من الانخراط والمساهمة في تنمية العنصر البشري بالاعتماد على النشاط البدني والرياضي كعنصر فعّال وأداة تكوين وتأطير ناجعة لنشر التربية والصحة والتنمية. وفي النهاية أيضا سألت محدّثي: ما هي إيجابيات تعاطي النشاط الرياضي في المؤسسات الصحية العمومية؟ ولقد أجاب السيد «عمارة طنبورة» بإيجاز واختصار وقال: «بالفعل إن الجمعية الرياضية مدرسة رياضية واجتماعية وفضاء اضافي لتحقيق عمل جليل، ولقد لاحظنا أن تعاطي الرياضة له مزايا ومنها المحافظة على صحة الاطارات والأعوان والنشاط الرياضي يرفع مردوديتهم المهنية، وأيضا يجعلهم يتعاملون مع الناس برحابة صدر أكبر، بعيدا عن الضغط النفسي، والرياضة هي أيضا الوسيلة المثلى والأفضل لنشر قيم ثقافة السّلم والمحبّة بين الأفراد والجماعات وأيضا تمثل نقطة التقاء ولغة تخاطب حضارية وإنسانية راقية بين كل الشعوب».