يثير ارتفاع درجات الحرارة في هذه الفترة لدى التونسيين مخاوف من تزامن حلول شهر رمضان الكريم الذي سيكون في الأسبوع الثاني من شهر أوت مع ارتفاع أكثر لدرجات الحرارة الى حد أن البعض منهم تعمد تأجيل موعد إجازته وأقدم على برمجتها مع قدوم شهر رمضان لتفادي حرارة الطقس. ولكن ليس هذا الاشكال الحقيقي بل المشكل يكمن في التخوّف من تعمد بعض التجار استغلال لهفة الصائمين للترفيع في الأسعار (فحرارة الاسعار أشد وطأة من حرارة الطقس). فرغم أن شهر رمضان يعتبر شهر المودّة والرحمة الا أن الجشع والرغبة في تحقيق الأرباح تدفعان البعض الى الغش والتحيّل والتلاعب. ومن مظاهر هذا الغش ما يعرف بالاشهار الكاذب اذ يضع البائع لافتات تُعلن أسعارا منخفضة على بضائعه بينما هو في الواقع يستلم مقابلا مرتفعا عن تلك البضائع الى جانب تعمد البعض الآخر الى اخفاء لافتات الاسعار وعدم اشهارها او استعمال مكاييل او موازين غير صحيحة والترفيع في الأسعار وبيع منتوجات لا تتوفر فيها شروط السلامة الصحيّة. كما يعمد بعض التجار الى فرض مواد استهلاكية معينة. ويكثر الباعة الوقتيون الذين لا يكترثون بقواعد الصحة في مستوى عرض البضاعة وتسويقها. ولحماية المستهلك من الغش والتلاعب فإن فرق الأبحاث الاقتصادية ومختلف المصالح المسؤولة بوزارة التجارة والصناعات التقليدية مدعوة من الآن الى الاستعداد والتصدّي لكل الممارسات المخلّة بقواعد السير العادي للسوق من الترفيع في الأسعار والاشهار الكاذب والامتناع عن البيع والبيع المشروط. والعمل على مراقبة جودة المنتوجات سريعة التعفن في مرحلتي الانتاج والتوزيع وذلك من حيث الصلوحية وطرق الخزن والتوزيع.