عرف المنتخب الفرنسي مشاكل كبيرة وصراعات غير مسبوقة بالمرة قبل انطلاق كأس العالم وأصبح الصراع على أشده بين بعض اللاعبين من جهة وبين آخرين والمدرب الانيق دومنيك حيث يستهزئ به بعض رجال الاعلام في فرنسا عند القول إنه يصلح أن يكون نجما سينمائيا وليس مدربا ناجحا وقد بلغت هذه الصراعات اوجها خلال الايام الاخيرة بعد المشادة الساخنة بين انيلكا ودومنيك والتي تصدرت عناوين الصحف الفرنسية والشجار بين ايفرا والمعد البدني وكانت خاتمة هذه المرحلة غير العادية في حياة منتخب «الديوك» رفض اللاعبين التدرب قبل المباراة المقبلة في المونديال. المدرب دومينيك جرّد تيري هنري من شارة القيادة خلال التحضيرات التي سبقت هذه النهائيات وكان من المفروض أن يحملها غالاس مدافع أرسنال الخبير لكن دومينيك فاجأ الجميع وسلمها لمدافع مانشستر إيفرا... لتبدأ حرب التصريحات عندما قال مالودا لاعب تشيلسي الانڤليزي أياما قبل المونديال إن هناك خلافات وصراعات كبيرة ما بين اللاعبين مضيفا أن هنري يشعر بالغربة وسط المنتخب وأضاف أن المنتخب يعرف تكتلات كبيرة... وجاء الرد بذكاء من إيفرا عندما صرح أن المنافسة على اللعب خلقت أجواء ساخنة في التمارين فقط... بدأ اللعب وفشلت فرنسا في اليوم الاول ضد الاوروغواي وتعرض المدرب لانتقادات كبيرة في خصوص الخطة التي يعتمد عليها وهي 4/3/3 والتي لم تنجح حتى في التحضيرات... لكن المدرب لم يغيرها في اللقاء الثاني ضد المكسيك بل أخرج غوركوف وعوضه بمالودا لكن الحال ساء أكثر وتعرضت فرنسا لهزيمة بهدفين لصفر. تمرّد آنيلكا ما بين الشوطين نبه دومينيك أنيلكا الى ضرورة الالتزام بالتعليمات وعدم الخروج من منطقة الجزاء وبما أن التوتر كان على أشده والعلاقة بين المدرب وأغلب اللاعبين تغطيها طبقة من الجليد فقد رد أنيلكا بعنف وهو ما جعل المدرب يطالب فيما بعد باعتذار علني عما صدر من المهاجم الذي لا يسجل الاهداف لكن عناد أنيلكا جعله يعود الى فرنسا وينقسم الرأي العام ما بين مؤيد للمهاجم المشاكس والمدرب غير المحبوب إذا لم نقل غير المرغوب فيه... لتصل الاوضاع داخل «الزرق» الى أقصى درجات التوتر حين شتم آنيلكا مدربه متحديا حتى تعليمات الجامعة الفرنسية لكرة القدم التي طلبت من اللاعب الاعتذار من مدربه. مشاكل متراكمة المشاكل في المنتخب الفرنسي ليست وليدة اللحظة بل تتابعت وتراكمت مثل كرة الثلج وكانت انطلاقتها تعنت المدرب دومينيك في فرض اختياراته وخياراته التكتيكية خاصة عند عدم دعوته للثلاثي سمير نصري وحاتم بن عرفة وكريم بن زيمة رغم تألقهم اللافت في هذا الموسم وقدرتهم على منح الاضافة ليدفع في النهاية المنتخب الضريبة بظهوره الباهت في المونديال واحتمال عدم ترشحه للدور الثاني. عبد السلام ضيف الله وعبد الكريم العابدي