عمّت مظاهرات حاشدة أمس مدينة الناصرية تنديدا بالنقص الحادّ في التيار الكهربائي وبالتردي الكبير للخدمات المدنية مما أدّى الى اصابة 14 عراقيا، الأمر الذي اعتبره وزير الخارجية المعيّن من الاحتلال هوشيار زيباري مؤشّرا أعلى أزمة طاحنة قد تأتي على الأخضر واليابس. وخرج أهالي محافظة الناصرية (350 كلم جنوب بغداد) في مسيرة بالالاف لليوم الثاني على التوالي مرددين شعارات تطالب المسؤولين المحليين بالايفاء بالتزاماتهم الانتخابية والوعود التي أطلقوها منذ 2003. تنديد وندّدوا بعجز الحكومة المتعاقبة عن حل ازمة انقطاع التيار الكهربائي الذي قد يصل الى أكثر من 18 ساعة يوميا في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز 50 درجة مائوية. وساروا من ساحة «الحبوبي» وسط الناصرية باتجاه مبنى مجلس المحافظة شاجبين عمل الحكومة المركزية والمحلية ومطالبين باقالة وزير الكهرباء كريم وحيد. وتخللت المظاهرة اعمال شغب تمثلت في رشق مبنى مجلس المحافظة بالحجارة الامر الذي أدّى الى حدوث مناوشات مع قوات الامن التي استخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين بعد أن نصبت حواجز واسلاك شائكة حول مبنى مجلس المحافظة. وأشارت المصادر الاعلامية الى أن قوات الشرطة اعتقلت ضابطا برتبة نقيب انضمّ الى المتظاهرين وحرضهم على التنديد بأداء الحكومة. وأوضحت ان المواجهات العنيفة أفضت الى اصابة متظاهرين وعناصر أمن، اصابة 3 منهم خطيرة. «مهاترات» في ذات السياق حذّر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري من ان اطالة «المهاترات» حول الشخصية التي ستتولى رئاسة الوزراء في العراق ستثير غضب الرأي العام وستؤجج أعمال الشغب. وأضاف أن ما شاهدناه في البصرة المظاهرات كان تحذيرا والغضب الذي اظهره المعتصمون كان غير عاديّ. وأشار الى ان هناك خطرا من طموح الساسة الجامح نحو السلطة بطريقة تطغى فيها على الخدمات الرئيسية. وشدد على ان الساسة لا يولون أهمية لمشاغل الناس وابرزها على الاطلاق مشكلة انقطاع التيار الكهربائي. وأضاف ان الاهالي تعبوا من نقص الخدمات في ما كل الجدل منصب حول تشكيل الحكومة وتوزيع المناصب. ميدانيا، لقي ثمانية اشخاص مصرعهم واصيب عشرة آخرون في تفجير انتحاري في سوق ببلدة الشرقاط شمال العراق. وذكر مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان انتحاريا فجر نفسه الليلة قبل الماضية حين تجمّع رجال شرطة ومدنيون لتفقد الاثار الناجمة عن تفجير قنبلة انفجرت في ذات المكان واسفرت عن اصابة شخص بجروح. ووقع الهجوم في أعقاب تفجيرين انتحاريين بسيارتين ملغومتين، خارج المصرف التجاري العراقي وسط بغداد مما أسفر عن مقتل واصابة العشرات.