انطلق منذ حوالي اسبوع بقاعة «سيني جميل» بالمنزه السادس عرض فيلم سينمائي أمريكي كان قد قوبل باحتجاجات وبحملات مقاطعة من الامريكيين ذاتهم خلال ظهوره في القاعات الامريكية. ويحمل الشريط عنوان «سقوط الصقر الاسود» اخراج السينمائي الامريكي الشهير ريدلي سكوت الذي أخرج فيلم «هانيبال»، وأداء الممثلين جوش هارتنات، و»ايفان ماك غريغور، وتوم سيريمور، وايريك باتا..». التدخل العسكري الامريكي في الصومال ويسرد الشريط بطريقة هوليودية ملفقة، احداث العملية العسكرية التي نفذتها القوات الامريكية في الصومال في اكتوبر من عام 1993. وبقدر ما كانت العملية خاسرة ومخجلة بالنسبة للقوات الامريكية وقتها حيث وصفتها وسائل الاعلام بالفضيحة الكبرى، لما تكبدته «قوات الرانجرز» من خسائر بين عناصرها وبثت الفضائيات وقتها مشاهد لجثتي جنديين امريكيين يجرهما الصوماليون وهم مبتهجون. قام المخرج الامريكي ريدلي سكوت باتفاق مع البنتاغون الذي قدّم معونة مادية مذهلة من اجل انتاج الفيلم بتصوير العملية على اساس عمل بطولي... ولابراز ذلك، بدأ المخرج شريطه بمشاهد لجثث متناثرة لالاف الصوماليين، ماتوا جوعا، بعد ان سرقت القوات النظامية المعونات الغذائية التي كانت توجهها لهم الاممالمتحدة ويبرر المخرج التدخل العسكري الامريكي في الصومال ضمن احداث الفيلم، بمحاولة ايصال هذه المعونات الى الصوماليين. عنصرية ورغم تبريرات المخرج، وعناصر الابهار المذهلة التي ضمنها في الشريط لشد المتفرج والتأثير عليه عاطفيا فلتت منه بعض الافكار والمواقف الخطيرة لتبرير قتل العرب والمسلمين. ويبرز ذلك في احد المشاهد من الفيلم، يطلق فيها «ابرانجرز» النار على عدد من المصلين... كما ينتهي الفيلم بمشهد يتعمد فيه احد الجنود اطلاق ا لنار على امرأة جاثمة تبكي زوجها المقتول... وبسؤال الجندي لماذا فعلت ذلك، يجيب انها مسلمة ارهابية، كانت تسحب سلاحها من تحت الرداء لقتله. ويحمل الفيلم بشكل واضح وعلني نزعة عنصرية الى درجة ذكر اسماء كل الجنود الامريكيين الذين شاركوا في التدخل العسكري في الصومال في «جنريك» النهاية دون ذكر اسم صومالي او صومالية واحدة، حيث يكتفي بكتابة: الاف الصوماليين ماتوا في المعركة! ونحن اذ نورد هذه القراءة، فليس من اجل مقاطعة الفيلم والدعوة الى الامتناع عن مشاهدته، وانما للتنبيه من الافكار التدميرية والعنصرية فيه، خصوصا وأن الفيلم يتضمن كل عناصر الفرجة التي أتقن في صناعتها المخرج ريدلي سكوت.