يشكل القصور الكلوي المزمن أهم الشواغل الصحية بالنظر الى انعكاساته المعنوية والمادية وما يتطلبه من تجنيد لموارد بشرية وتجهيزات طبية ومن كلفة باهظة خاصة مع التطور السريع لعدد المصابين بهذا المرض خلال السنوات الاخيرة حيث يتهدد هذا المرض نحو نصف مليون شخص في تونس في حين يعيش أكثر من 7500 شخص بفضل تصفية الدم كما أن أكثر من 650 شخصا يعيشون بفضل كلية مزروعة. وتقدر كلفة تصفية الدم التي تتكفل بها الدولة والصناديق الاجتماعية بنسبة 5.5 بالمائة من المصاريف الجملية للصحة وذلك نظرا للارتفاع المتواصل لعدد الاصابات مما يتطلب تعزيز السياسة الوقائية في هذا المجال. في هذا الصدد، وتحت إشراف السيد مراد بن جلول والي مدنين وبرعاية من الادارة الجهوية للصحة العمومية بمدنين، نظم أطباء تصفية الدم بالمستشفى الجهوي بجربة بإدارة السيد حمادي شعبان يوم جربة الاول لامراض الكلى المزمنة تحت شعار «التقصي المبكر للقصور الكلوي المزمن» بقاعة إيزيس للندوات. تم خلال هذه التظاهرة الطبية الفتية، التي شهدت مشاركة ليبية واسعة وحضورا مكثفا للاساتذة المحاضرين على غرار الدكتور الهادي بن معيز والدكتور الطيب بن عبد الله والدكتور جميل حشيشة، تسليط الاضواء على أهمية الجانب الوقائي التحسيسي لتفادي الاصابة والحد من تعكراتها باتباع التقصي المبكر للامراض المتسببة في القصور الكلوي وهي متعددة منها السكري وارتفاع ضغط الدم الى جانب السمنة والتدخين. كما تم خلال هذه التظاهرة إلقاء كلمة في حق فقيد الطب التونسي وابن الجزيرة الاستاذ حسونة بن عياد. وقد أكد الدكتور وسيم عبد الكافي مدير هذه التظاهرة ل«الشروق» أن تنظيم هذا اليوم العلمي يأتي امتدادا لنشاط قسم تصفية الدم بالمستشفى الذي يشرف عليه السيد عبد العزيز بن حرز الله وتدعيما لنجاح اليوم المفتوح للتقصي المبكر لامراض الكلى والامراض المزمنة الذي تم في شكل عيادات مجانية لفائدة المواطنين في إطار إحياء اليوم العالمي للكلى.