قبل أيّام إلتقيت بكريمة الشّاعر الرّاحل عبد الحميد خريّف الزميلة حذامي وكم سعدت حين أعلمتني بنيّة العائلة إهداء مكتبة الوالد الى مدينة نفطة التي كان والدها خرّيف مهووسا بها كإعتراف لهذه المدينة بما منحته لعبدالحميد خريف من هوس شعري ومخيال أدبي رفيع . هذه المبادرة النبيلة تأتي في وقت نسيت فيه مدينة نفطة شاعرها ولم تتذكّره لا بندوة تحمل أسمه ولا بملتقى ولكن ّ كل ذلك لا يعني شيئا أمام الحياة التي يجب أن تستمّر رغم النسيان وآلامه . هذه المكتبة تضمّ مجموعة من النّفائس التي ستكون قريبا على ذمّة شبّان نفطة ومثقفيها بمناسبة مائوية مصطفى خرّيف إذ سيكون حفل إهداء هذه المكتبة من بين فقرات الإحتفال بمائوية مصطفى خريف وهذا شئ يليق بنبل هذه المبادرة التي قد تدفع عائلات أخرى الى إهداء مكتباتها الى من يستطيع الإستفادة منها على غرار المرحوم محمد العروسي المطوي الذي أهدى مكتبته الى مدينته المطوية قبل رحيله . عبد الحميد خرّيف الذي رحل قبل سبع سنوات سيبقى في ذاكرة نفطةالمدينة التي عاشت في وجدانه مثلما تعيش القصائد العذبة في قلوب الشعراء دون ان يكتبها وقد كانت نفطة القصيدة التي لم يكتبها عبدالحميد خريّف أو قد تكون هي تعويذته السّحرية ضدّ الموت والنسيان . صديقي عبد الحميد ...ها أنّك تعود الى نفطة ولكن متى غادرتها حتّى تعود إليها ؟