تونس 24 نوفمبر 2010 (وات) - خصص العدد الجديد (نوفمبر 2010) من مجلة "الحياة الثقافية" للشاعر مصطفى خريف وذلك بمناسبة الاحتفاء بمرور مائة سنة على ولادته. ولكشف المزيد من جوانب حياة هذا الشاعر كتب محيي الدين خريف مقالا بعنوان /مصطفي خريف حياته وبيئته/، وهو بمثابة شهادة عن الذكريات التي عاشها مع ''سيدي مصطفي'' كما يحلو لصاحب المقال تسميته . والمقال هو عبارة عن مقتطفات من كتاب /صور وذكريات مع مصطفي خريف/، من تأليف محيي الدين خريف، وصدر سنة 1977 عن الدارالتونسية للنشر. وجاء في هذا المقال ان أغلب فترات مراحل حياة الشاعر مصطفي خريف تميزت بالقساوة "ولكنه عرف كيف يقتحمها بفلسفة استمدها وحده لنفسه من الحياة مباشرة ومن ثقافته العربية الرصينة التي تعلم منها مثل الشجاعة والصبر والإيمان الصامد بنفسه وبما وهبته الظروف من معطيات". وفي ذات السياق تضمن العدد مجموعة من المقالات منها دراسة للباحث الشاذلي الساكر حول /مصطفي خريف : حياته ومؤلفاته/، و/مصطفي خريف الأديب المتعدد/ للجامعي مصطفي الكيلاني، و/كتابات مصطفي خريف القصصية/، و/وجه مصطفي خريف القصصي/، و مقال عن /التجربة الصحفية لدى مصطفي خريف/ للباحث محمد المي. وتضمن العدد كذلك مقالات مثلت قراءة لمدونة "سيدي مصطفي" على غرار /رؤيا لمن دنا جسدا...لقيا بمن نأى قراءة في قصيدة "حامل الهوى" لمصطفي خريف/، و/قراءة في قصيدة "النسيان"/ و/سياحة مصطفى خريف في الشعر الشعبي/ و/بين ابي القاسم الشابي ومصطفي خريف حوار عن الشعر بين المبدعين/. وكتب الأستاذ محمد الناصر صديقي حول /تواصلية أعياد الخصب البشري في عادات النفاطة/ تطرق من خلاله الى الاحتفالات التي تعرفها منطقة نفطة والجريد التونسي عند بداية شهر "ميو" العجمي من كل سنة وهو عيد الربيع وفاتحة موسم الخصب وعودة الدفء للأرض. وكأن صاحب المقال أراد أن يكشف لنا جوانب من الطقوس الاحتفالية التي تربي في اطارها الشاعر مصطفي خريف وكان لها الوقع الكبير في أثاره الأدبية وفي أسلوب حياته. وأتحفنا الشاعر حسين القهواجي بمقال حمل عنوان /أنخاب في صحة مصطفي خريف/، ورد في شكل بورتريه ذكر فيه أن أكثر "ما يشدنا الى ملامح مصطفي خريف وأوصافه المهندمة في الجبة الخمري والمشموم، غرابة نظرته المغناطيسية حيث لم يقدر لأي كان أن يشاهد سواد عينه لأن لهما حجابا كالحجاب الذي ينزله الهر اتقاء لضوء النهار. يكفيك أن تسلم عليه لتحظى بالابتسامة والنكتة والسيجارة الأجنبية...". وفي ركن /قراءات ومقاربات/ نشرت المجلة دراسات حول /عودة الى جذور الحركة النقابية التونسية/، و/الرمز والرمزية في السينما الجزائرية/ و /الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور والرهان المغاربي/ والجديد في هذا العدد تمثل في تضمنه لتحقيق مصور وبالألوان حول /صناعة "الفراشية" (وهو غطاء صوفي ) في مدينة قلعة الأندلس/. كما حافظ العدد على أركانه القارة والمتمثلة في القصة، والشعر ومتابعة آخر الإصدارات.