مثلت كثرة الإصابات في النادي الإفريقي على امتداد المواسم الفارطة وخاصة الموسم الذي انتهى منذ أشهر قليلة مصدر ازعاج داخل هذا النادي وحمل البعض المسؤولية للمعد البدني.. لذلك كانت الفرصة مناسبة للحديث مع السيد كريم الشماري والمعد البدني للإفريقي وفي البداية أشار معرفا بنفسه : «من يعرفني من بعد له أن يتكلم في كريم الشماري كما يحب أما من يقترب مني ويتابع عملي سيكتشف أني محترف حتى النخاع أدرّس في إيطاليا وفرنسا وتونس.. لدي بحوث علمية في أمريكا ومعترف بي عالميا. لدي شهادة علمية تتجاوز الدكتوراه ب10 سنوات وأصبحت أستاذا محاضرا وأعمل على أن أكون أستاذا جامعيا في القريب العاجل. أحترم عملي وأقضي ما بين 10 و12 ساعة يوميا مع آخر المستجدات العلمية في الميدان». يعتقد المعد البدني للإفريقي أن القول بأن كل الإصابات في الإفريقي وراءها معد بدني اسمه كريم الشماري يدخل في إطار حديث المقاهي ويضيف : «من يريد أن يتأكد يقترب مني ومن عملي ثم يحكم إما بتصحيح أخطائه أو تأكيد ما يحمله من أفكار عني... سيأتي يوم ويرحل كريم الشماري عن النادي الإفريقي وسيكون المكان مفتوحا لأصدقاء من يتهموني وإذا لم انتقل إلى ناد آخر فلينتظر حتى أموت لأن الموت حق ولا مفر منه». الاعداد البدني جزء من المنظومة في هذا الإطار يرى السيد كريم الشماري أن الاعداد البدني مهمة داخل الإطار الفني بالإضافة إلى الأمور التكتيكية والفنية ولا يتوقف عمل المعد البدني عند التربص الاعدادي الأول لكل موسم بل يتواصل على امتداد السنة إلى آخر يوم ويقول أيضا : «نحن نؤدي عملنا باحتراف تام ولا يمكننا بأي حال من الأحوال التحكم في عدد الإصابات فالنادي الإفريقي يمارس رياضة كرة القدم وهي ليست (Sport de santé) فمن خصوصيات هذه اللعبة أن اللاعب معرض إلى 10 إصابات في الألف ساعة كمعدل مع فوارق 5 مرات بين التمارين والمباريات حيث يبلغ معدل الإصابات في التمارين 5 لكل ألف ساعة و25 في المباريات الرسمية... ففي المباريات هناك إصابات الاحتكاك على غرار نور حضرية وكذلك كسور لحقت عبد المنعم الدربالي والورتاني مع بن شيخة... وهناك إصابات عضلية ناتجة عن حجم ونسق التمارين اللذين يسببان تآكلا على مستوى عضلات اللاعب خاصة بالنسبة إلى فريق يلعب من أجل الألقاب.. فهناك تضارب صارخ بين الإطار الفني والإطار الطبي إذ يريد الأول النتائج والثاني يرنو إلى صفر من الإصابات ولكم أن تسألوا أي محب من الإفريقي هل يريد البطولة بعدد معقول من الإصابات أم اللعب على النزول أو وسط الترتيب بصفر من هذه الإصابات فسيقول لك هات التتويجات». الضغط ونمط العيش يرى المعد البدني للإفريقي أن اللعب تحت الضغط يسبب هو أيضا الإصابات فاللاعب لا يجد في ذهنه ما يجعله يتحكم في حركاته فيتدخل بعنف أو يكون عرضة لتدخل عنيف كما أنه لا يتحكم في توزيع مجهوداته أثناء المباراة... زد على ذلك نمط العيش خارج الملعب الذي يتطلب من اللاعب احترافا على جميع المستويات من النوم إلى الأكل إلى الشرب وغيرها من الأشياء الأخرى. نتحمل مسؤولية 3 إصابات في رده عن سؤال من يتحمل مسؤولية الإصابات في الإفريقي قال الشماري «كإطار فني (الموسم المنقضي) نتحمل مسؤولية 3 إصابات دون الدخول في التفاصيل فيما يخص الأسماء... نعترف بذلك ولكن ليست كل الإصابات في الإفريقي بسبب الإطار الفني... كمعد بدني أجتهد قدر الإمكان رفقة الإطار الفني ولا أبخل بأي قطرة عرق ونتعلم باستمرار فشماري اليوم أفضل من شماري البارحة وشماري الغد أفضل من شماري اليوم ورغم الكم الهائل من الشهائد العلمية التي بحوزتي لا يمكنني أن أقضي موسما مع فريق في حجم وطموحات الإفريقي بصفر من الإصابات نحن نعمل أن يكون العدد أقل ما يمكن.. فلسنا من يتحكم في تصرفات اللاعب خارج الميدان ولسنا من يؤهل الملاعب للتمارين والمباريات الرسمية فأنيس العمري وعبد المنعم الدربالي أصيبا عضليا بسبب أرضية ملعب باجة وهذا يتجاوزنا». عادل ليس غريبا عن الإفريقي بالنسبة إلى الموسم الحالي يرى الشماري أن عادل السليمي الذي يعتبر جديدا على الإفريقي كمدرب ليس غريبا عن أجواء النادي والكل يعرفه جيدا وأضاف «يتناغم هذه الأيام على الوجه الأمثل... يخلق جوا من الانشراح أثناء التمارين دون أن يفلت الزمام من يديه... ننتظر أن تتوضح الأمور على المستوى الإداري حتى تتضح الرؤى على مستوى الإطار الفني سواء بالتعويل على عادل الذي هو أهل لذلك أو استقدام مدرب آخر». لن أحب الإفريقي بعد اليوم يرى المعد البدني للإفريقي أنه تفطن أخيرا أن سلوكه كمحب للإفريقي أثر عليه سلبا لذلك فهو يريد أن يتصرف كمحترف مستقبلا ويقول في ذلك : «الكبار في عائلتي يحبون الترجي الرياضي التونسي وفي العائلة جيل جديد نشأ على حب الإفريقي... أنا كنت أحب النادي الإفريقي وسأنقطع عن ذلك لأني اكتشفت أن اتيان عملي في الفريق كمحب يجرني إلى بعض الأخطاء... سأتعامل مع الفريق كمعد بدني محترف... سأفرح كالعادة عندما يسجل الإفريقي هدفا على غرار ما وقع في المرسى... أستطيع العمل في أي فريق لكرة القدم... مع الإفريقي أقدم على الدوام أفضل مالدي سواء مع عادل السليمي أو غيره... اللاعبون أعرفهم ويعرفونني جيدا وهذا ييسر كثيرا المهمة». راض كل الرضا «أنا راض عن أدائي ومردودي العام كل الرضا.. نتائج الإفريقي مرضية عموما... لو ربحنا تاجا لكانت النتائج خارقة للعادة لكن لا ننسى أن الإفريقي قضى 10 سنوات بعيدا حتى على المرتبة الثانية ومنذ 4 مواسم إما البطل وإما الوصيف.. الإفريقي بخير رغم المشاكل التي يعيشها.. فقط لماذا تقوم القائمة عند إصابة لاعب معروف ويمر الأمر في الخفاء ودون ضوضاء عندما يتعرض لنفس الإصابة لاعب يتدرب خارج الأضواء»؟! بهذه الكلمات ختم الشماري حديثه وأنصرف إلى عمله.