ضيفنا في هذا الحوار هو من بين الأسماء البارزة التي ارتبط وجودها بالنادي الإفريقي على امتداد مواسم عديدة حاز فيها على ثقة كلّ المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق بفضل ما يمتلكه من دراية كبيرة و«صنعة» في ميدانه... هو المعد البدني للنادي الإفريقي كريم الشماري الذي طفت صورته على سطح الأحداث خلال هذه الفترة في حديقة الرياضة «أ» بعد أن تواترت بشأنه عديد الأخبار التي تحدثت عن إمكانية الاستغناء عن خدماته وتحدث الجميع عن قطيعة منتظرة. «الشروق» حرصت على استضافته ومنحه فرصة توضيح عديد المسائل والغوص في عديد المواضيع التي لها علاقة باختصاصه كمعد بدني ومسؤول أوّل عن جاهزية اللاعبين في النادي الإفريقي فكان لنا معه الحوار التالي: تأويل خاطئ في بداية حديثه معنا أكّد المعد البدني كريم الشماري أن كلّ ما تناقلته الأخبار بشأن حصول خلاف بينه وبين المدرب الحالي للنادي الإفريقي مراد محجوب لا أساس له من الصحة واعتبر أن العلاقة التي تجمعه بهذا الرجل طيّبة ويسودها الاحترام المتبادل قبل أن يضيف في هذا السياق «صراحة استغربت بشدة من تواتر الأخبار التي تحدثت عن سوء تفاهم بيني وبين سي مراد على خلفية ما صرّح به حال قدومه لتدريب الفريق حين تحدث عن الجانب البدني للاعبين، أعتقد أن هذا التصريح قد أسيء فهمه أو ربما تعمد البعض قراءته من زاوية خاصة، وكلّ ما في الأمر أن المدرب اكتشف أن بعض اللاعبين غير جاهزين على المستوى البدني ويشكون زيادة في الوزن وهذا أمر طبيعي بما أن انضمام هؤلاء للمجموعة الحالية كان بصفة متأخرة وبالتالي لم يتسنّ لهم القيام بالتحضيرات الكافية على غرار المهاجم هشام السيفي واللاعب وسام يحيى وقد وافقت السيد مراد محجوب فيما ذهب إليه وأعتقد أن هذه العناصر ستحتاج لبعض الوقت حتى تستعيد إمكاناتها البدنية المعتادة سامح الله هؤلاء الذين وقفوا عند «ويل للمصلّين». هناك من يريد إبعادي أكدت بعض الأخبار الأخرى أن الهيئة المديرة للنادي الإفريقي قد قامت في المدّة الأخيرة بمساع حثيثة للتعاقد مع بوبكر الحناشي كمعد بدني جديد خلفا للشماري، حول حقيقة ما قيل ويقال أجاب محدثنا بشيء من الهدوء «أنا الآن على ذمة النادي الإفريقي ولا دخل لي فيما تنوي الهيئة القيام به، رغم أني تحادثت مع المسؤولين بشأن هذا الموضوع وأكدوا لي أن المسألة لم يقع طرحها أصلا و ليس هناك داع للقيام بهذه الخطوة وجلب السيد بوبكر الحناشي الذي تجمعني به بالمناسبة علاقة صداقة متينة في الحقيقة لقد تألمت وتأثرت كثيرا لمثل هذه الأخبار خاصة أني أصبحت أشعر أن هناك حملة تحاك ضدي وباتت تستهدف شخصي وأرى أن هناك من يريد إبعادي عن حضيرة الفريق لست أعلم بالضبط لماذا وما الغاية من ذلك لكن كل ما أعرفه أن بعض الأشخاص ممن يحبّذون الاصطياد في الوحل قد استكثروا عليّ ثقة أهل القرار في النادي الإفريقي وساءهم أن أكون المعد البدني للإفريقي لمواسم طويلة. لست نكرة في ميداني هناك مقولة مأثورة تقول بأن لا وجود لدخان من دون نار وهذا ما ينطبق على وضعية كريم الشماري الذي لاحقته خلال هذه الفترة عديد الأخبار بقطع النظر عن مدى صحتها في الوقت الذي حمّله البعض مسؤولية وقوع عديد الإصابات في صفوف اللاعبين خاصة في الموسم الفارط عن هذه المسألة أجابنا الشماري باستغراب شديد وأكد أن المسألة وقع تهويلها بشكل كبير فكلّ الإحصائيات تقول بأن معدل الإصابات في النادي الإفريقي ضعيف جدا مقارنة ببقية الفرق الأخرى بالعودة إلى مجموعة ساعات التدريب في الموسم بالنسبة للاعب الواحد واعتمد في استدلاله على عديد الأرقام والإحصائيات أن مثل هذه الأحكام والإسقاطات ليس لها سند علمي أو موضوعي وقد يقف وراءها من كان يريد التملّص من مسؤولية الإخفاق في الموسم الفارط محدثنا أضاف في هذا السياق «أقول لكل من أراد التقليل من قيمة العمل الذي أقوم به أني لست نكرة في هذا الميدان شهائدي وخبرتي تكفيني حق الإجابة في موسم التتويج لم يتجرأ أي كان على إبراز قيمة العمل الذي قمنا به ووزعت الأوسمة على الذين يستحقونها والذين لا يستحقونها والآن فقط أصبحت أنا المسؤول عن إصابات الموسم الفارط وعن تراجع المستوى البدني للاعبين رغم أن المسؤولية في كل الحالات هي مشتركة بين الإطار الفني والطبي واللاعبين أنفسهم ولا مجال لمحاسبة طرف بمعزل عن الآخر». أخطأنا في حق الذوادي من بين الإصابات التي استأثرت باهتمام جماهير الكرة بالخصوص وأحباء الإفريقي في الموسم الفارط تلك التي تعلقت باللاعبين الذوادي والمويهبي عن هذه الإصابات يؤكد محدثنا بأنها كانت ستأخذ شكلا عاديا ولا تجلب إليها كل هذه الهالة لو تعلّق الأمر بلاعب آخر أقل شأنا من الثنائي وواصل الشماري حديثه قائلا «للأمانة أقول إننا أخطأنا في حق زهير الذوادي الذي كان من الممكن أن ينال مزيدا من الوقت قبل عودته إلى أجواء المباريات الرسمية لقد جازفنا بإقحامه في 20 دقيقة من مباراة الملعب التونسي وكنا نستعد حينها للمباراة الموالية التي ستجمعنا بالنادي الصفاقسي في إطار الدور نصف النهائي لكن حصلت مضاعفات جانبية للاعب وإن كنت لا أريد التملص من أي مسؤولية فإني قد وضعت حينها على ذمة المدرب تقريرا مفصلا على حالة اللاعب قبل الاعتماد عليه في تلك المباراة لكن ما أريد أن أقوله إن المجازفة تبقى من الحلول الملزمة التي نعتمدها من حين لآخر وكنا قد أصبنا في بعض المرات لكننا أخفقنا في حالة زهير الذوادي أما بالنسبة للاعب المويهبي فقد منحناه الوقت الكافي لعملية التأهيل البدني لكن الطبيعة الجسمانية لهذا اللاعب لم تساعده في عملية التجاوب مع برنامج العمل الذي وضعناه وأصيب في أول مباراة رسمية شارك فيها وللتذكير فإن إصابته لم تكن لها علاقة بالإصابة التي لحقته في الأربطة المتقاطعة». منعم الدربالي حالة خاصة إذا كان الثنائي الذوادي والمويهبي قد استحال التعويل عليهما فيما تبقى من الموسم الفارط لسوء تقدير من جانب الإطار الطبي والفني فإن لاعبا آخر وهو منعم الدربالي قد كان ضحية معلومات خاطئة عن حالته الصحية فرضت على المدرب حنيها فأقصاه من دائرة اهتمامه فإلى أيّ مدى كانت مسؤولية كريم الشماري فيما حصل للاعب منعم الدربالي نهاية الموسم الفارط حين توترت العلاقة بينه وبين المدرب الماجري؟ عن هذا السؤال أجاب محدثنا بالقول «أنا شخصيا أعتبر اللاعب منعم الدربالي حالة فريدة من نوعها فأي لاعب يتعرض إلى إصابة في الأربطة المتقاطعة سيحتاج إلى ستة أشهر للعودة من جديد إلى أجواء الكرة لكن الدربالي كذّب هذه المعطيات وحين استكمل فترة ستة أشهر كان في رصيده خمس مقابلات رسمية يعني أنه احتاج إلى أربعة أشهر فقط حتى يستعيد عافيته وهذا أمر مدهش حقّا أما بالنسبة للتقرير الذي تلقاه بشأنه المدرب (الحبيب الماجري) فهذا شأن يعني المدرب لوحده وكل ما أستطيع قوله إني كنت قد صرحت انذاك أن الدربالي كان جاهزا ويمكن الاعتماد عليه وليست لي علاقة بالخيارات الفنية للمدرب».
