اطلعت على بعض ما تفضل صحافيون تونسيون بكتابته عن هذه المسرحية منوّهين بها، معجبين بنصّها ومكبّرين لآداء ممثلها، كلما يدل على الكتابة النقدية الجيدة التي تحيط بها صحافتنا الوطنية الانتاج الثقافي التونسي عامة والمسرحي منه خاصة. الا ان هذه العناية كأنها أخفت الحقيقة المتعلقة بهذه المسرحية: إن في هذه المسرحية قضية أو سرّا خطيرا لابد من التعاون على كشفه. وهذا ما دفعني الى بداية البحث في الامر، تذكرت أني كنت قرأت نص هذه المسرحية منذ عدة سنين مضت في مجلة فرنسية مخصوصة بالمسرح العالمي. فقلت لنفسي: «إني أعرف هذا النص وأذكره ذكرا جيدا». وهو من جملة الكتب النادرة المسروقة من مكتبتي الضائعة (أثناء نقلها من مدينة بنزرت الى مدينة تونس في بداية شهر جانفي 2008) والتي تحدثت عنها في حوار صحفي سابق منشور في صحيفة الشروق. كتبت هذا وأنا لا أقصد التعريض بأي أحد من الذين مارسوا هذا النص تمثيلا واخراجا، انما غايتي الدفاع عن الثقافة التونسية أولا وعن حماية الحقوق الفكرية لكل مؤلف مهما كانت جنسيته. والحق ان هذه المسرحية «البراني على برّة» (Sauf résidents) حسب معرفتي الثابتة للمسرح العالمي هي قلبا وقالبا مسرحية إيطالية دون أدنى شك. والخلاصة ان المؤلف التونسي (أصيل مدينة بنزرت) الذي يدعي تأليف هذه المسرحية هو مؤلف منتحل. وسأرجع بالتفصيل الى الموضوع إن لزم الامر. آمال سفطة