أكد الممثل «معز التومي» مخرج المسرحية الجديدة للكوميدي «رياض النهدي» وكاتب نصها، أن مسرحيته «البراني على برة» مختلفة عن بقية مسرحيات «الوان مان شو» في بلادنا. وشدد على أن العمل مع «رياض النهدي» في التمارين على ما يرام مشيرا الى أن الاختلاف بينهما في طرق العمل سيساهم في اضفاء صبغة خاصة على العمل. «التومي» أوضح من جهة أخرى أن دوره في مسلسل «مليحة» (مصطفى) من أهم الادوار التي جسدها في مسيرته كممثل كما تحدث عن الحرفية الكبيرة لمخرج المسلسل، عبد القادر الجربي في اشارة الى أجواء العمل والتصوير، وفيما يلي أبرز ما جاء في حوارنا مع الممثل معز التومي: «البراني على برة» هو عنوان مسرحيتكم الجديدة، فهل من فكرة عن هذا العمل المسرحي الجديد؟ كما تعلمون، المسرحية من نوع الوان مان شو عنوانها كالآتي «البراني على برة sauf résidents» (ما عدا المتساكنين) وهي عن نص لمعز التومي وكذلك من اخراجه يلعب دور الممثل الوحيد فيها الممثل «رياض النهدي» ومن هذا المنطلق يخوض رياض أول تجربة له في الوان مان شو وأنا بدوري أخوض أول تجربة لي في الاخراج المسرحي. عنوان المسرحية (البراني على برة) يحمل دلالة على البعد المكاني في علاقته بالانسان أو المتساكن، فهل ثمة معنى الجهوية كما يفهم من العنوان؟ فعلا «العنوان يدل على الاطار المكاني وكذلك الزماني فالانسان الذي لا ينتمي الى هذا المكان فهو «على برة» لكن ليس المقصود بهذا العنوان معنى الجهوية أو التعسف وانما المقصد سوسيولوجي (اجتماعي) عادي يعبر عن الشخصية المتواجدة في المسرحية وهي شخصية حارس العمارة. اذن أحداث المسرحية ومواقفها تدور في اطار مكاني واحد هو العمارة؟ أجل، فحارس العمارة سيحكي عن المتساكنين من منظوره الخاص فيبرز العالم الخاص لكل متساكن من متساكني العمارة فالمكان (العمارة) به مجموعة متساكنين يرمزون الى مجتمع صغير يعطي صورة عن المجتمع ككل أو بالاحرى هو مجتمع مصغر ، ان صح التعبير. هناك تركيز في حديثك على شخصية حارس العمارة، فكيف سيقع الربط بينها وبين بقية الشخصيات في هذا العمل؟ رياض النهدي سيجسد، أساسا شخصية «سنقرة» حارس العمارة فالفكرة أو المنطلق في هذا العمل المسرحي هو أن نبرر صلوحية أن تحكي شخصية الحارس على مستاكني العمارة وأن تتدخل في يومياتهم من خلال تعاملها اليومي معهم ومن خلال ماسيحكيه الحارس عن المتساكنين سيحكي عن نفسه وسيطرح مجموعة من الاسئلة الوجودية: هل أنا موجود؟» «هل أنا منفي؟»، «هل أن وجودي عرضي؟»... وهل أن رياض النهدي لديه القدرات الصوتية «ليتلون» مع شخصيات مسرحيته؟ رياض قادر ولديه مؤهلات الممثل والكوميدي الناجح كما أن تجاربه متنوعة في المجال وخبرته كبيرة لكن المسألة ليست استعراض عضلات لأن بناء النص لا يهتم باللعب على شخصيات مختلفة، وانما هناك بناء درامي مسرحي في هذا العمل لا يقتصر على شخصيات مضحكة فالنص بطبعه هزلي لأن الكتابة كانت أصلا هزلية. في ظل هذا الكم من مسرحيات «الوان مان شو» هل تتوقعون النجاح ل «البراني على برة»؟ شخصيا، اشتغلت على المسرح الكلاسيكي وهذه تجربتي الاولى مع الممثل الواحد وهي تجربة مختلفة عن الانماط الموجودة وهذا ليس بمعنى أنها أفضل من بقية الاعمال وانما ما أقصده أن هذا العمل ليس فيه استسهال في النص والاخراج فالضحك موجود لكن ليس ذلك الضحك «الرخيص» هي تجربة ومغامرة ستأخذ وقتها وجمهورها ونتمنى لها النجاح الذي يبقى دائما غير مضمون بنسبة مائة بالمائة. اذن سنشاهد «رياض النهدي» في لون مغاير لما عهدناه عليه؟ نعم ستكشفون النهدي في ثوب جديد تمثيلا واضحاكا لكن هذا لا يعني أنني غيرت رياض النهدي فهذا العمل جمعنا، وانتج شيئا مختلفا وتوافقا وتكاملا بيننا وروحا جديدة وثمة عموما تجديد ونمط آخر ومغامرة أخرى كما أود الاشارة الى ان الاخراج في مسرح الوان مان شو هو ادارة ممثل أكثر منه اخراجا بالمعنى المعروف للكلمة لذلك لم أشعر بأي صعوبات تذكر في أول تجربة لي في الاخراج المسرحي. كلامك جميل لكن لم تتحدث عن الربح المادي للوان مان شو؟ في الحقيقة ما يهمنا أساسا هو أن نقدم مستوا مسرحيا يليق بنا، ونريد المحافظة على الاخلاقيات الثقافية، فالمسألة ليست مسألة بيع وشراء وأشكر بالمناسبة شركات الانتاج التي لا زالت تواصل خوض تجربة الانتاج المسرحي وهذا في حد ذاته مكسب كبير وجيد يؤكد أنه ثمة مراهنة على المسرح وايمان بأهميته وهو مكسب يخرج المخرج المسرحي من بوتقة تسول الدعم. ومتى ستكون أول مصافحة مع مسرحيتكم الجديدة! العرض الاول لمسرحية «البراني على برة sauf résidents» سيلتئم يوم 17 جوان القادم بقاعة الفن الرابع بالعاصمة وستعرض يوم 15 جويلية بمهرجان المنستير الدولي، ثم لنا موعد مع جمهور مهرجان الحمامات الدولي يوم 17 أوت الجاري، على أمل أن تبرمج بمهرجان قرطاج الدولي ان شاء الله بالاضافة الى عدة مهرجانات أخرى ستتضح في قادم الايام. وماذا عن دورك في مسلسل مليحة للمخرج عبدالقادر الجربي؟ لا يفوتني الحديث عن الحرفية الكبيرة للمخرج عبد القادر الجربي وأجواء العمل الطيبة معه في مسلسل «مليحة»، وبالنسبة لي فأنا أتقمص دور «مصطفى وهو دور بطولة ياقو المسلسل) وهو دور محرك للاحداث يساهم في العقد الدرامية لهذا المسلسل. مقارنة بأدوارك السابقة هل سيحقق لك «مصطفى» الاضافة؟ شخصية «مصطفى» ستضيف لي الكثير وأظن أن هذا الدور من أهم الادوار في مسيرتي كممثل وان شاء الله ينجح المسلسل ككل لأن النجاح جماعي أو لا يكون.