رغم التطور الهام الذي شهده قطاع التمور بالجريد على مستوى الإنتاج والتصدير فإنه لا يزال يواجه إشكالية تحسين الجودة بسبب الظروف المناخية المتقلبة والتي ينتج عنها الإصابة بآفة دودة التمر فينجرّ عنها تعفّن وتساقط الثمار المصابة وتصبح غير قابلة للترويج والاستهلاك. وفي إطار الحرص على تحسين جودة التمور وضعت برامج لإنجاح موسم التمور تركز على مكافحة دودة التمر بتغليف عراجين التمر بشباك الناموسية وتنظيف الواحة كما أقرّت الدولة حوافز لتشجيع الفلاحين على تكثيف استعمال الناموسية ويقبل كبار الفلاحين والمصدرون على استعمال الناموسية بكثافة سنويا فيحصلون على تمور جيدة خالية من الإصابة بدودة التمر لكن صغار الفلاحين وعددهم كبير وهام يجدون صعوبة في استعمال الناموسية فرغم الدعم المعتمد فإن كلفة شباك الناموسية مرتفعة إذا ما اعتبرنا عدد النخيل والعراجين المزمع تغليفها والعمليات التي تسبق تغليف النخلة بمعنى تهيئتها حتى تكون قابلة لتركيب الناموسية مثل إزالة الجريد اليابس والمعروفة محليا باسم «تحطيب» النخلة. وكذلك تنظيفها وتدلية العراجين ثم تركيب الناموسية أحد الفلاحين بواحة ابن الشباط بتوزر قال إنه يرغب في شراء الناموسية لتغليف 2000 عرجون بمقسمه مورد رزقه الوحيد وذلك قبل انطلاق عمليات التغليف خلال النصف الثاني من شهر جويلية لكنه عاجز عن شرائها وسيضطر إلى التخلي عن التغليف إن لم يجد تسهيلات في الدفع ويتطلع الفلاحون في ولاية توزر إلى تدخل صندوق تحسين جودة التمور والمركز الفني للتمور لدعمهم في هذا المجال فالنخلة الواحدة تتكلف عملية تنظيفها وتهيئتها وتركيب الناموسية حوالي عشرة دنانير. ولإنجاح برنامج الناموسية ينشد الفلاحون المجمع المهني المشترك للغلال تقديم تسهيلات لهم في الدفع والهياكل المعنية التدخل لتمويلهم بتمكينهم من منح وقروض لتركيب الناموسية.