بيروت «الشروق» أمين بن مسعود: مجموعة من النساء.. من الشابات والمتقدمات في السن.. من بلاد العرب وبلاد الغرب.. اجتمعن لغاية واحدة وهدف محدد إنقاذ غزة التي اختزلت الجغرافيا ولمت شتات الأحرار.. ألسنة عديدة.. ووجوه مختلفة وسحنات كثيرة.. اجتمعت على قلب امرأة واحدة... لكسر الحصار عن غزة.. فكسروا حاجز الخوف وخرقوا حصار «الرعب» الذي قد يتملك البعض من إسرائيل ومن بطشها... «الشروق» فتحت ذراعيها ل «أحرار العالم» حتى يفصحوا عن دوافعهم وأهدافهم ومساعيهم ورسالاتهم وحتى «مخاوفهم» فكان اللقاء التالي: نادين الكحيل (فنانة وناشطة في المجتمع المدني اللبناني): حتى نغيّر ما بأنفسنا... بما أنني كنت متطوعة في الصليب الأحمر اللبناني لمدة 8 سنوات والعمل الإنساني «يجري في دمي» ومن كثرة الظلم والبطش والقهر الذي نراه يوميا في قطاع غزة قررت الانضمام لسفينة كسر الحصار عن قطاع غزة لدعم كل الأهالي والأطفال في غزة الخاضعين لحصار لا إنساني وغير قانوني. ودعما لحقهم بالحرية والاستقلال وأبسط الحقوق البشرية (من تأمين مواد غذائية أساسية وأدوية ) , لا سيما وأن القطاع عاش موفى الأسبوع الماضي في ظلام دامس, فإنني قررت طوعا وبكل تلقائية المشاركة في سفينة «مريم». وبصراحة, فإنني كلما أشاهد قرآنا يدنس أو إنجيلا يمزق, مسجدا يدمر أو كنيسا يحرق, أحترق من الداخل.. فلو قبلنا انتهاك مقدساتنا الإسلامية والمسيحية (المحظورة قانونا وفق اتفاقيات جنيف 4 لسنة 1949 وديانة وفق كل النصوص المقدسة).. فإن كل الجرائم الصهيونية ستكون «مباحة». والأصل أن يسعى كل امرئ منا إلى إصلاح الفساد حيث ما وجد وتغيير المنكر استنادا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، و ذلك أضعف الإيمان» منى كيالي (موظفة في بنك لبنان): إنسانية الإنسان قبل كل شيء الهدف الأساسي من مشاركتي في سفينة مريم كامن في الدفاع عن إنسانية الإنسان مهما كان دينه أو عمره أو جنسيته , من حق غزة أن تعيش حياة كريمة وحقها علينا ان نناضل في سبيل إدراك هذا الحق , المشاركات يحدوهن حماس كبير وحلم أكبر نحو خرق الحصار الإسرائيلي وإيصال المساعدات إلى الأهالي المجوعين.. لا أستطيع البتة أن أنكر وجود خوف من ردة فعل جنونية من الصهاينة – وهم متعودون على ذلك كثيرا – فالخوف غريزة إنسانية ولكنني أجزم بأنه غير مسيطر علينا ولا يحدد خطواتنا وبرامجنا أبدا... الصهاينة يمارسون ضغطا نفسيا قويا على السفينة ولكننا كلنا إصرار على كسر الحصار عن القطاع. هدى كويا (صحفية تركية): تهديداتهم تزيدنا حرصا أنا أشتغل في ميداني عمل الإعلامي والاتصالي منذ مدة طويلة على دعم القضية الفلسطينية عامة وغزة خاصة, وقد سعيت إلى الوصول إلى غزة أكثر من مرة ولكنني أمنع في كل مرة. مساهمتي في السفينة تحمل الكثير من الأبعاد منها بالخصوص إحياء ذكرى زميلنا الإعلامي التركي الذي قضى في مجزرة «اسطول الحرية 1» جودت كلوشلار.. لقد أحببت كثيرا اسم مريم باعتبار أن القديسة مريم العذراء تمثل السمة الجامعة بين المسيحيين والمسلمين وأنا أستشعر حضورها في أشغالنا لتحضير السفينة. التهديدات الصهيونية تزيدنا ثباتا وإصرارا على المضي قدما وعدم التراجع أو التنازل عن حلم الإبحار إلى غزة ,وأقول بصراحة للصهاينة إنّ هدفنا الإغاثي والإنساني أكبر بكثير من مسألة حياتنا أو موتنا... نيلوفير بهاواك: (محامية وأستاذة جامعية في القانون الدولي جامعة مومباي الهند): مهاتير غاندي في البال أنا متأثرة جدا بالمهاتير غاندي.. الذي ناضل ضد الظلم والاستعمار البريطاني والذي دعم القضية الفلسطينية بكل ما أوتي من قوة فقد كان يرفض هجرة الأوروبيين إلى فلسطين وتهجير الفلسطينيين من أرضهم..وللإشارة فقط فإن القضية الفلسطينية تحظى باهتمام كبير ودعم جدي من الشعب الهندي.. الشعب الفلسطيني لم يرتكب أي خطإ بانتخاب حركة المقاومة الإسلامية «حماس» حتى يجوّع ويحاصر بهذه الطريقة , الأمر الذي يفرض علينا جميعا دعمه والوقوف وراءه. قوافل الإغاثة وكسر الحصار هي في تقديري تجسيد لمقولة غاندي « واجهوا عنف أعدائكم بكثير من القوة المعنوية وعدم الانكسار».. وهي في تصوري أيضا كسر للصورة العنصرية الإسرائيلية والتي تمثلت في جانب من جوانبها في استهداف النشطاء العرب والأتراك وتجنب الأوروبيين والأمريكيين.. هذا الأمر منبثق من تصور عنصري مضاد للعرب. إزاء هذا الأمر فضلت أن أشارك في سفينة تنطلق من ميناء عربي ويكون معدوها عربا حتى أواجه هذا التطرف الفكري وحتى أفضح العنصرية المقيتة. إيمان الطويل (مصر وزوجة النائب اللبناني أسامة سعد): كل تأخير فيه خير أنا سأشارك بصفة إنسانية بحتة وليس لاستدرار الربح السياسي, أو القيام بدعاية سياسية لأي طرف لبناني.. أنا انطلقت من قناعاتي بأنه علينا أن نساعد أهالي قطاع غزة بعد أن تآمر عليهم القريب والبعيد.. على حد السواء.. الفكرة المسيطرة على عقلي ووجداني هي أن أكون ضمن هذه المجموعة النسائية الساعية إلى كسر الحصار وأن أكون جزءا من مكونات العمل الإنساني والمدني في ظل تخاذل النظام العربي عن دعم القضايا المصيرية. كان من المفترض أن تبحر هذه السفينة إلى القطاع في غضون أسبوع بيد أن الإجراءات اللوجستية والإدارية عطلت الإبحار.. صحيح أنه كل يوم يمر يحزننا ولكننا لا نزال متحمسات للإبحار.. التهديدات الصهيونية والضغوطات الداخلية والخارجية لا تهمنا كثيرا فداخلنا توق كبير إلى دخول غزة والوصول إلى أهلنا في القطاع... وإن شاء كل تأخير فيه خير.