151 عرضا ثقافيا مبرمجا لهذه الصائفة في ولاية القيروان، موزعة بين 14 مهرجانا ويوم ثقافي وحيد بمنطقة جهينة من معتمدية بوحجلة، من أبرزها مهرجان ليالي الصيف الدولي بالقيروان ومهرجان عيد الصوف بحاجب العيون ومهرجان النحلة الثقافي بالوسلاتية والمهرجان الصيفي ببوحجلة. وقد تزامنت مهرجانات هذه الصائفة مع السنة الدولية للشباب والسنة الوطنية للسينما وهي أحداث وطنية ودولية أولتها وزارة الاشراف عناية خاصة تجلت في هذا الثراء الذي ستعيش مدينة القيروان على وقعه خلال هذه الصائفة. نقطة قوة الفقرات الثقافية الصيفية بولاية القيروان ليس في العدد الذي يعتبر متوسطا لا غير لمدينة بعيدة عن البحر وتعيش على وقع نهاية الموسم الفلاحي بل اهتمام أغلبها بالخصوصية المحلية الموزعة على كامل المناطق الداخلية بالولاية وهو ما يتجلى مثلا في مهرجانات الفروسية والرماية بكل من حفوز ونصر اللّه والشبيكة وسيدي علي بن سالم ومنزل المهيري والشراردة وحاجب العيون وبوحجلة والسبيخة والعلا. ولم يقتصر النشاط والتظاهرات الثقافية على المعتمديات فقط بل دخل أيضا الى المناطق السكنية الصغيرة تجسيما لحرص وزارة الثقافة على توجهات رئيس الدولة زين العابدين بن علي في الغرض وقد وقعت برمجة عدة عروض بمنزل المهيري (نصر اللّه) وجهينة (بوحجلة) وعين جلولة التابعة لمعتمدية الوسلاتية وكذلك منطقة سيدي علي بن سالم من معتمدية الشبيكة الى جانب استعادة التراث الكبير لهذه الجهات من خلال العروض الموسيقية الاستعراضية للفنون الشعبية، ثم عروض للصناعات التقليدية مع اكتشاف التجارب الفنية الجديدة للسهرات الشبابية. وفي اطارالتبادل الثقافي أو استقطاب مجموعات موسيقية وفنية من الدول الشقيقة على وجه الخصوص مثل الجزائر (الراي والموسيقى) تأكيد على أن تونس بلد التفتح والحوار الثقافي وهو ما نلمسه بوضوح مع مهرجان ليالي الصيف الدولي بالقيروان، هذا اضافة الى ندوة محلية ستعقد حول موضوع التشجيعات والحوافز في قطاع الفلاحة البيولوجية وذلك في اطار أنشطة مهرجان ثمار وذاكرة بمنزل المهيري (نصر اللّه). إيجابيات صائفة القيروان ثقافيا لا تحجب الرؤية عن بعض السلبيات التي يتوقف عندها كل متصفح للبرمجة الثقافية للمهرجانات الصيفية لولاية القيروان إذ تكمن المشكلة في ضعف الدعم المادي أو قلة الموارد المالية الاضافية للمهرجانات من طرف المؤسسات الاقتصادية بالجهة وعلى المندوبية الجهوية بالقيروان أن تعيد النظر في هذه النقطة قصد تجاوزها في جهة كانت لها الريادة الثقافية ونعني بها «القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية لسنة 2009».