الحكاية الثانية لربع النهائي يكتبها منتخب إفريقي وهو غانا في مواجهة منتخب لاتيني وهو الأوروغواي في مباراة تلوح سهلة للطرفين مقارنة ببقية المواجهات ما يعني تعلقا لا محدودا من الجانبين ببلوغ مربع ذهبي يبقى قريب المنال. منتخب غانا الطموح يحمل لواء القارة السمراء التي لا تريد أن يغادر ابنها الأخير لأنه الوحيد الذي بقي ليدافع عن شرفها الكروي أمام غزو أوروبي ولاتيني لا مثيل له رغم أنه أصغر الفرسان لتنطبق على هذا المنتخب صفة الحصان الأسود للبطولة...المنتخب الغاني يعيش فترة ربيعه الكروي بعناصر شابة عصفت بأحلام أعتى المنتخبات إلى حد الآن سمته البارزة أنه لا يرمي المنشفة البيضاء بسهولة لأن المدرب الصربي رافيتيتش يعرف كيف يوظّف إمكانات لاعبيه وتجاوزه عقدة الأفارقة وهي «السذاجة» بفضل إعداد نفسي ناجح وعقلية احترافية وكل هذا يصب في خانة ترجيح كفة النجوم السوداء في مباراة اليوم خاصة في حضرة الهداف جيان أسامواه لكن غياب صانع الألعاب أندري أيو سيحد من نشاط خط وسط غانا ونقطة قوته كما أن دفاعه سيهتز بغياب جوناتان منساه، لذلك قد نشاهد ستيفان أبياه منذ البداية لتعويض نجل أبيدي بيليه وسيعول المدرب على اندفاع كيفن برانس قوة الدفع الرهيبة إلى جانب صامويل إنكوم ولا نتصور مرور هذه الأشبال بجانب الحدث دون تحقيق ترشح تاريخي لنصف النهائي، سيكون بصمة غانية في إنجاز غير مسبوق. المنافس يحمل من الاسم الأوروغواي منتخب سمته البارزة الانسجام بين خطوطه الثلاثة واللعب بنفس الإيقاع حتى الرمق الأخير مع قدرة على قلب المعطيات في أية لحظة بوجود سواريز وفورلان وكافاني فالكرة اللاتينية في حالة هيجان خلال هذا المونديال وهدفها مربع ذهبي بأضلع أمريكية جنوبية خالصة لكن هذا الهدف لن يكون سهلا على أرض تريد أن تتكلم لأبنائها وتنصفهم حيث يعلم المدرب أوسكار هذا الأمر إلى مسك زمام المبادرة من البداية لأنه يعلم درجة الخطورة الغانية عندما تكون ثقة النجوم مفرطة في إمكاناتهم... أما نحن فسنضطر مرة أخرى للاصطياف خلف من يمثلنا قاريا بحكم العاطفة فنحن لا نملك لا ناقة ولا جمل في ما يجري هناك في جنوب إفريقيا.