الفنانان المبدعان السيدان توفيق الجبالي ومحمد المديوني هما رجلان أكن لهما كل الاحترام لشخصيهما وكل التقدير لما يبدعان فيه حتى وإن كنت لا أعرف أيّا منهما معرفة شخصية. ولا تربطني بأي منهما أية علاقة. وكل ما أعرفه عن رجلي المعرفة أنهما يمثلان «ألْ» التعريف في المسرح على الأقل. فهما ليسا نكرة على الركح ولا هما مبنيان للمجهول في الفعل الثقافي والفكري إلى حدّ ما وللرجلين صورة جميلة عندي بقطع النظر ان كان المديوني مدينا للجبالي أو توفيق موفقا بمحمد أو العكس. أو لا شيء من هذا وذاك فتلك مسألة تبقى من أنظار هذين الصديقين الحميمين إلى حدّ الحمى والهذيان من فرط المحبة لبعضهما حسب ما جاء في ما يكتبه ويبدع في كتابته الواحد عن الآخر جهرا على صفحات الجرائد على طولها وعرضها. قد أكون متخلفا ذهنيا لا أفقه ما يكتبه الرجلان من خلق ابداع وفن في مجال التحقير المفضوح. والسبّ المبطن والشتيمة العجائزية «القهرمانية» العارية باسم حرية الرأي وحق الرد وحق الرد على الرد ولكنني أعرف ان وراء كلا الرجلين فرقة تغني: ردّي ردّي عليه ردّي بالنبي ردي». قد أكون متخلفا ذهنيا لا أفقه مرامي الرجلين من خلال حملتهما على بعضهما وشن هجمات على صورتيهما عندي وعند الكثير من أمثالي بعنف تدميري ساحق كما لو كانت تمثال بوذا في جبال أفغانستان في نظر طالبان. قد أكون متخلفا ذهنيا، ولكن قد يوافقني العقلاء وقد ينضم إليهم سي المديوني وسي الجبالي في ما أنا مدرك له ومقتنع به وهو أن هذين المبدعين كلاهما يردّ ويردّ ويردّ بخواطر مقلوبة وأن صورتيهما عند العامة قد يلوثها هذا «الردان».