سيكون لمدينة الدهماني بولاية الكاف اليوم الأحد شرف إعطاء إشارة الافتتاح للمهرجانات الصيفية التونسية بفرق موسيقية نحاسية تجوب أهم شوارع المدينة، بيد أن سكان الجهة سوف ينتظرون يوم الأحد لمتابعة العروض الموسيقية لفرقة «ألتيبيروس» التي تحمل الاسم القديم للمدينة الرومانية قرب الدهماني منذ قرابة 20 قرنا، وهي فرقة موسيقية أسسها شبان مغرمون بالموسيقى في الكاف مواصلة للتقاليد الطويلة للجهة في إحياء التراث الفني وتطويره. بيد أن سكان ولاية الكاف الذين يعتبرون أن من حقهم أن يكون نصيبهم أوفر من التنشيط في الصيف في مدينة بعيدة عن البحر وتعيش على وقع نهاية الموسم الفلاحي سوف يحظون هذا الصيف ببرنامج مهرجاني ثري، يجمع بين استعادة التراث الموسيقي الكبير للجهة واكتشاف التجارب الفنية الجديدة. صعب المراس أشهر وأكبر مهرجان في الكاف هو شيخ المهرجانات التونسية: مهرجان سيدي بومخلوف الذي يعيش عامه الخامس والثلاثين هذا الصيف، والذي يحاول أن يقدم عروضا متنوعة تليق بتاريخه وتاريخ الجهة لنيل رضى أحد أصعب جماهير المدن التونسية من حيث الذوق. سوف يقدم مهرجان بومخلوف العرض المسرحي المتميز للفنان عبد القادر مقداد «عبد الجبار حل الكتاب»، فيما سيكون على الممثل لطفي العبدلي أن يواجه جمهورا صعب المراس عندما يتعلق الأمر بالمسرح في عرضه «مايد إن تونيزيا». أما موسيقى الجنوب فينتظر أن تحظى باستقبال حميم مع الفنان الأصيل بلقاسم بوقنة، وفي المقابل، على مغني الراب المعروف باسم «بلطي» أن يقنع أهالي الكاف المتعودين على الموسيقى التراثية والجادة بأهمية ما يعرضه على الأقل من حيث المضمون والإيقاعات التي قد تثير اهتمام الجيل الجديد. كما يتوقع أن يتحرك فضول سكان الجهة لاكتشاف العرض الذي سوف تقدمه فرقة موسيقية أندونيسية في حفل الاختتام نظرا لندرة مثل هذه التجارب الموسيقية على مستوى العرض في الجهة. تراث ورموز تعد ولاية الكاف 13 مهرجانا، اثنان منها في مركز الولاية وهما سيدي بو مخلوف والزيتونة، فيما تعد كل معتمدية مهرجانها الخاص. وفي الجملة برمجت المندوبية الثقافية بالولاية 134 عرضا منها 50 في الموسيقى، و28 عرضا مسرحيا، و23 عرضا ذو صبغة شبابية، و21 عرضا لتنشيط الأرياف الحدودية بالإضافة إلى 17 عرضا سينمائيا و11 عرضا للأطفال. وتتميز الجهة بخصوصية ثقافية على مستوى الفن الغنائي تجعل عدة أسماء مطلوبة سنويا مثل عروض «الغناي» للفنان عبد القادر الشيخاوي الذي يقدر على ملء أي فضاء عرض لما يقدمه من أغاني الجهة بصوت يستعيد قيم الجهة وتراثها وخصوصا الموسيقار محمد العربي القلمامي، الذي يمثل أحد رموز الموسيقى الوترية في الجهة وأحد ورثة الفنان الكبير بلقاسم الحمروني. كما تقدم مهرجانات الكاف هذا الموسم عدة عروض من الفن الشعبي عبر البلاد، دون إهمال الأشكال الموسيقية الأخرى التي سوف تكون حاضرة على مدى شهر في مختلف مدن الولاية. وينظر الكثير من أهالي الجهة إلى المهرجانات الصيفية بشوق لما تمثله من فرصة للخروج والسهر، واكتشاف العروض الفنية والمسرحية التي تحتكرها المدن الكبرى في العادة، حتى أن مهرجانات ولاية الكاف تستقطب في كثير من الأحيان متابعين من المناطق الجزائرية المحاذية حيث تعوّد الكثير من الأسر قطع المسافة القصيرة التي تفصلها عن مركز الولاية للتمتع بهذه العروض.