في إطار إنجاح أيام وليالي مهرجانات ولاية سليانة خلال هذه الصائفة قام السيد مهذب القرفي مندوب الثقافة بعديد اللقاءات مع المشرفين على هذه الدورة حاثا إياهم على ضرورة إيلاء الجانب التنظيمي العناية الكبرى. المهرجانات الصيفية التي ناهز عددها ال12 امتدّت فعالياتها على مدى شهر ونيف افتتحها المهرجان الصيفي «إفريڤة» بسليانة في منتصف شهر جويلية الفارط ليسدل الستار عن المهرجان الصيفي بقعفور ليلة يوم العيد، وفي المقابل تمّ إلغاء كل من مهرجان سيدي بورويس والعروسة لعدم إقبال أبناء الجهة على تحمل مسؤولية الاشراف على هذه الدورة في حين تمّ تأجيل مهرجان «التين» بكسرى المقرّر إجراؤه في الأسبوع الأخير من شهر رمضان الكريم لأسباب أمنية الى حين العودة المدرسية فكل المهرجانات الصيفية التي تمّ تأثيثها بولاية سليانة لاقت استحسان كل الرواد وذلك بعد أن حرص المشرفون عليها على الأخذ من كل شيء بطرف تلبية لأذواق العامة لذلك شهد الاقبال على العروض شكلا تصاعديا من سهرة الى أخرى وذلك بعد أن لمس رواد المهرجانات حسن التنظيم لذلك عرفت نسبة الاقبال نحو 500 متفرج بالعرض الواحد حيث تمكنت العروض المسرحية مثل مسرحية النهديان وجعفر القاسمي و«هلال ونجمة» لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف والهادي ولد باب اللّه في مسرحية «السجين 3300» من استقطاب أعداد غفيرة من عشاق الفن الرابع والمتعطشين للضحك فاق الألف متفرج. أما العروض الموسيقية فهي الأخرى لاقت إقبالا جماهيريا منقطع النظير أمثال فرقة «قناوة المغربية» و«صبايا الفن» و«عبد الكريم البنزرتي» وحسن الفرشيشي ابن الجهة ووليد الصالحي ومقداد السهيلي وسمية الحثروبي وأولاد الجويني وقناديل الطرب، دون نسيان المتعطشين للفن الملتزم الذين أثروا المسارح بالحضور بأعداد غفيرة في سهرتي لزهر الضاوي وسمية الحثروبي. هذه السمة الأولى لمهرجانات سليانة، أما السمة الثانية فتتمثل في المجهود الكبير لمندوب الجهة من خلال دعمه المتواصل للعمل الثقافي خاصة منها المهرجانات حيث قام بتمكين كل المهرجانات من دعم مالي محترم رافقه دعم الوزارة مع دعمها بعديد العروض المسرحية والموسيقية حيث بلغ عدد العروض الموسيقية المدعمة من وزارة الاشراف ال18 عرضا في حين تكفلت مندوبية المكان ب13 عرضا أما مهرجانات الولاية فقد قامت باقتناء 19 عرضا، أما العروض المسرحية المدعمة فقد بلغت 20 عرضا منها 8 عروض للأطفال والباقي للكهول، في حين قدّم مسرح الاحتراف 12 عرضا والمسرح الهاوي 8 عروض. عروض تنشيط للأطفال المدعمة من المندوبية ناهزت 12 عرضا أي بمعدل عرض لكل مهرجان دون نسيان الندوات الفكرية (3) والفنون التشكيلية (3) مع العروض السينمائية التي بلغ عددها 18 عرضا. فالعروض الموسيقية تنوعت بين الموسيقى الملتزمة والفن الطربي الأصيل والتراثي والفن الشعبي، أما العروض المسرحية فكانت في مجملها هادفة تحاكي معاناة المواطن التونسي مشحونة بالنقد اللاذع لكن رغم ما عرفته مهرجانات سليانة من نجاح تنظيمي وجماهيري إلا أن المديرين عبّروا عن استيائهم من وزارة الاشراف التي فرضت عليهم عروضا دون سواها منتقدين إياها باستعمالها سياسة الجهويات في توزيع العروض المدعمة.