بقوة السلاح العابر للقرارات والاستقرار والقارات الخمس أرضا وجوا وبحرا، وبحكم «رؤوسها» النووية المخصبة بالنوايا والموجهة مباشرة الى حيث توجد كنوز المعادن السائلة والصلبة تحت أقدام الابرياء وبقوة حق «الفيتو» تلك الآلة الصناعية الرهيبة والمرهبة التي تحول الحق باطلا. والباطل حقّا وتعلبهما في علب الشرعية الدولية المصنوعة من الاسمنت المسلح والاسلاك المكهربة الشائكة. وبحكم مخابراتها ومراصدها للنوايا وجعل أبسطها وأتفهها أم القضايا حتى وإن تعلقت بميلاد ناقة في صحراء العرب أو عواء ذئب في البلقان، أو أزيز خذروف في البقاع أو نباح كلب في كابول أو نقنقة ضفدعة في منابع النيل أو قرع طبل في السودان أو صياح ديك رومي في اليمن، أو هديل حمامة في جبل لبنان، أو انفتاح قارورة غاز في اصفهان أو مواء قط في حدود الكوريتين، أو دبيب سلحفاة على ضفاف بحيرة فكتوريا تبقى أمريكا الأقوى في العالم سلاحا وتسليحا صناعة وبيعا ونقلا وترويجا، وهي الأقدر على أن تلبس القرد جلود الأسود وتمنحها السلطة التنفيذية لقانون الغاب وشريعة الحوت في البحر حيث حوت يأكل حوت وقليل الجهد يموت مأكولا حيّا. نعم هي الأعظم والأقوى والأدرى بما في باطن الارض وما في بطون الشعوب من كان منّا يصدق أن أمريكا ستخرج مهزومة من أي محفل من المحافل الدولية كخروجها عسكريا من العراق. وخروجها كرويا من جنوب افريقيا، أولم ينحن بوش الابن الرئيس السابق لهذه القوة العظمى لحذاء الزيدي في بغداد وهو على المنصة الشرفية، أولم ينحن بعده بيل كلينتون الرئيس الاسبق لنفس هذه القوة العظيمة وهو في المنصة الشرفية أيضا في أحد الملاعب بجنوب افريقيا لرجل أصاموا وهي تعبث بالشباك الامريكية في المحفل الكروي العالمي الاخير؟ أليس بكل مقاييس الصدمة: يبقى حذاء الزيدي من مقاس رجل «صاموا» فهل تعترف «الفيفا» بأن الحذاء البغدادي أنجع الاحذية الرياضية في تسجيل الأهداف في الشباك الامريكية إذا ما تعلقت همة «أولاد الحفيانة» بلباسه؟