انطلق مهرجان قفصة الدولي في دورته 32 مساء الاحد بحفل افتتاحي أحيته الفنانة زهرة الأجنف والذي مثل فرصة ثنائية للفنانة وجماهيرها في قفصة للقاء بفضاء البرج فكان الحضور التلقائي بكثافة فاقت كل التوقعات. زهرة غنت وتسلطنت وأطربت الحضور الذي ردّد معها عديد الاغاني البدوية والتراثية القفصية الصرفة في ملحمة أطلقت عليها اسم عرض «شامة» وتعتبر أغاني الأجنف كلّها موغلة في التراث القفصي الجنوبي وتروي قصصا وحكايات قديمة ومن غريب الصدف ان الشخصية التي تغنت بها الفنانة كانت حاضرة ضمن الجماهير المتابعة وهي امرأة تقدم بها العمر والأغرب أكثر أن زهرة الأجنف لا تعرف «شامة» فكان العناق حدّ الدموع بين الطرفين في مشهد أثّر في الجميع والأكيد ستبقى الصورة عالقة في الأذهان وسترويها الأجيال... علما أن الحفل حظي أيضا بتغطية اعلامية شاملة وبحضور بعض الوجوه المسؤولة بالجهة. السهرة الثانية في برنامج المهرجان احتضنها فضاء البرج واحياها الفنان المصري حكيم والتي كانت مسبوقة بندوة صحفية سلّط فيها الفنان الضوء على بعض اعماله وحفلاته وبين أنه في هذه الصائفة سيكتفى بعرض قفصة الوحيد في تونس نظرا لارتباطاته الفنية الأخرى على غرار تحضيره لتصوير مسلسل رمضاني وكذلك فيلم يلعب دور البطولة فيه اسمه مجدي مصلحة.. حكيم يمنع «التلفزيون» من التصوير لئن حظي عرض حكيم أيضا بالاقبال الجماهيري خاصة من الشباب والفتيات بالاساس وقد أطرب الفنان الشعبي كل من حضر فرقص الجميع وتغنى مع حكيم الا أن الملفت للانتباه هو وضع علامة «قف» أمام التلفزيون الخاص والعام على حدّ السواء وطالب حكيم بمنع التصوير وتوقف عن الغناء قرابة الخمس دقائق حتى انسحبت التلفزتان بدعوى ان تصوير حفلاته بالكامل لا يتم الا باعلام واتفاق مسبقين مستنجدا في ذلك بالهيئة المنظمة وهو ما حصل فعلا لتتواصل بعد ذلك السهرة لوقت طويل والتي مزجت بين الغناء والحركات الجسمانية التعبيرية والرقص الشعبي تفاعل معها الجمهور ايجابا. تنظيم محكم كلمة حق نقولها في حق الهيئة الشاهدة على ادارة المهرجان لما تميزت به هذه الدورة على الأقل حتى الآن بحسن التنظيم والاستقبال واعطت كل طرف ما يستحق من المكانة والأهمية وهو ما سهل عمل الجميع وجعل السهرة الاولى والثانية ناجحة بدرجة عالية.