اذا كان هناك ما يعتد به في المهرجان الصيفي بالقيروان فهو ارتقاؤه الى مرتبة دولي بقرار من الجهات المعنية. وعلى ايقاع التدويل اختارت هيئة «ليالي الصيف» سلسلة من العروض لارضاء تعطش جماهير القيروان للسهرات الفنية المنعشة لتلطيف الأجواء الحارة والواقع الثقافي «الساخن». وفي هذا الصدد رشحت الفنانة علياء بلعيد لتأمين عرض افتتاح الدورة الثالثة من المهرجان يوم 13 جويلية 2010 بمسرح الهواء الطلق بالمركب الثقافي. وهو عرض مدعوم وتعول عليه الهيئة من اجل انطلاقة موفقة قبل اقحام جماهير عاصمة الثقافة الاسلامية في تفاصيل عروض المهرجان الذي أثار ضعفه نقد مثقفي الجهة بعد أن صار ارتقاؤه الدولي، يمنّي النفس بعروض ضخمة تليق بالجهة. عروض شبابية برنامج المهرجان يتوفر على عرض مسرحي «على البحر الوافر» لفرقة مدينة تونس المدعوم (يوم 14 جويلية) ثم عرض موسيقي (آس.آم.آس) للشاب الحبيطري وعبدو راي والشاب صلوحي والفنان منذر بن عمار خلال اليوم الثالث للمهرجان(15 جويلية). أما الشاب البلطي فيقدم عرضه الشبابي «سهرة الراب» يوم 17 جويلية. قبل ان تقدم الفنانة نورة أمين عرضها الموسيقي في اطار الجامعة الصيفية. وبمناسبة الذكرى الخامسة لتأسيسها ستدخل اذاعة جوهرة المهرجان لتقديم حفل شبابي يوم 18 جويلية بمسرح الهواء الطلق الذي يحتضن عرضا مشتركا لكل من الفنان نور الدين الباجي و الفنانة سمية الحثروبي لتتواصل عروض المهرجان «الدولي» مع عرض فني استعراضي لمجموعة صبايا الفن الاستعراضية وعرض أشرطة سينمائية (ليست مدعومة؟). أما يوم 26 جويلية فتكون السهرة فنية مغاربية مع سهرة الفن الجزائري لفرقة عبد الرشيد السقني (عرض مدعوم)ثم يوم 27 جويلية مع عرض مسرحية «عشق و أشواق» لشركة خديجة ليكون الاختتام جزائريا أيضا مع عرض «الراي» الجزائري للشاب داني الذي يقدم عرضا ثانيا في نفس المهرجان. مهرجان دولي...؟ جماهير القيروان التي نظرت بأعين كبيرة ومتفائلة الى المهرجان الصيفي الدولي، انتظرت ان ترتقي العروض المقدمة الى مستوى انتظاراتهم التي يبدو أنها ارتدت خاسئة متحسرة رغم جهود هيئة المهرجان في وضع برمجة «رشيقة ومنعشة» اصطدمت بواقع التعويل على العروض المدعومة والارتباط بجلباب جهات الاشراف المحلية والوطنية. واذا كان منطلق وضع البرمجة يتم على أساس ان جمهور القيروان لا يتابع عروض المهرجان لأنه يغادر المدينة المنتزه من اجل الاصطياف، فان الأجدر ان يتم تغيير هذه النظرة حتى يستقيم الظل لان جمهور القيروان(قوامه اكثر من 100 الف ساكن) لا يغادر المدينة اذا وجد ما تقر به عينه من عروض جيدة. من جهة ثانية كان من المفترض ان يقطع المهرجان منذ تدويله مع الدورات السابقة وان تتم مراجعة مستوى العروض ونوعيتها والجماهير المستهدفة(العائلات)، فهل سيحمل تغيير الأسماء رياح التغيير في المستقبل.. الأنظار تتجه الى المهرجانات الداخلية التي يبدو ان فيها ما ليس في مهرجان القيروان.