تعاظمت فضيحة الفساد المسماة «بيتانكور» والتي طالت الاتهامات فيها الرئيس الفرنسي شخصيا حيث أعلن القضاء الفرنسي أمس عن فتح تحقيق في المسألة بعد تأكيدات محاسبة سابقة لوريثة عملاق مستحضرات التجميل لوريال والتي أشارت فيها الى تسليم أموال في 2007 لمسؤول الخزانة في حزب نيكولا ساركوزي. فيما هاجم «معسكر» الرئيس الصحافة الفرنسية متهما إياها باللجوء الى «وسائل فاشية» في تغطيتها لحيثيات الفضيحة. وفتحت التحقيق مساء أول أمس على أساس تصريحات المحاسبة كلير تيبو والتي أكدت ان وزير العمل الفرنسي اريك وورث قبض بصفته المسؤول المالي لحزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» مبلغ 150 ألف أورو نقدا لتمويل حملة الانتخابات الرئاسية لنيكولا ساركوزي. تعديل حكومي ومع التطورات التي توالت واعلان القضاء انه فتح تحقيقا في المعلومات عن تمويل سياسي غير مشروع، سعى ساركوزي الى توضيح موقفه. ويمكن ان يتحدث في 13 جويلية عن هذا المسلسل الجديد الذي يضعف اكثر فاكثر يوما بعد يوم الحكومة وتحول الى قضية قابلة للانفجار. ودعا ساركوزي أمس اعضاء الحكومة الى المحافظة على هدوئهم ومتابعة عملهم، حسب ما ذكر لوك شاتيل الناطق باسم الحكومة. ومن جهته، استبعد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون اي تعديل حكومي في الامد القريب لانهاء هذه القضية. وقال ان «اولويتنا السياسية ليست اجراء تعديل». وتابع «لن نضيف ازمة سياسية الى الازمة الاقتصادية والمالية». وقالت رئيسة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري «يجب ان يقول رئيس الجمهورية الحقيقة» بينما رأى زعيم الوسط فرنسوا بايرو ان ذلك «امر ملح» لاننا نواجه «ازمة اخلاقية وسياسية». وسائل فاشية وعلى صعيد آخر هاجم المقربون من ساركوزي أمس وسائل الاعلام. وقال رئيس الحزب الحاكم «الاتحاد من اجل حركة شعبية» كسافييه برتران «حين تستخدم بعض وسائل الاعلام وخصوصا موقع الكتروني وسائل فاشية بدءا بالتنصت غير المشروع على الاطلاق (...) نتساءل في اي عالم نعيش؟» في اتهام كرره بشكل اكثر اعتدالا وزير الصناعة كريستيان استروسي. وامام هذه الهجمات اعلن الصحافي ادوي بلينيل مؤسس موقع «ميديابارت» امس عن تقديم شكوى بتهمة التشهير ضد مسؤولي حزب «الاتحاد من اجل حركة شعبية». وقال «سنلجأ الى القضاء، انها اقوال تتضمن تشهيرا». وأضاف متحدثا لاذاعة فرانس انفو ان «الصحافة هي شرف الديموقراطية والافتراءات تقف على الجانب الآخر». وكان «ميديابارت» وراء كشف هذه القضية الشهر الماضي عبر نشر تسجيلات مسروقة لمكالمات بين ليليان بيتنكور ومستشارتها المالية أشارت الى احتمال حصول تزوير ضرائبي وعلاقاتها مع السلطة الحالية لا سيما مع اريك وورث.