توّجت الجمعية القرآنية برياض النصر بالعاصمة مدرسة عبد الله بن مسعود عصر الخميس 1 جويلية الجاري نشاطها للسنة التربوية 2009 2010 بحفل تخرّج للحُفَّاظ الأطفال الذين زاولوا تعلمهم بالمدرسة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. حفل التخرّج الأول في تاريخ المدرسة احتضنته قاعة «سيني جميل» بالمنزه السادس وحضره عدد كبير من أولياء وعائلات الأطفال ومُسيّري الجمعية. وقدَّم الحُفَّاظ الصغار خلاله فقرات متكاملة اشتملت على ترتيل سور من القران الكريم وسرد بعض الأحاديث النبوية المتعلقة بآداب السلوك. كما ألقى أحد الأطفال خطبة الجمعة على المنبر بشكل ارتجالي أبهر بها الحاضرين قبل أن يؤمَّ صلاة الجماعة. وتحدّث رجل الأعمال السيد محمد النابلي رئيس الجمعية القرآنية برياض النصر عن هؤلاء الأطفال ل (الشروق) قائلا: «منذ انطلاق الجمعية في 24 ماي 2007 لاحظنا إقبالا كبيرا من الأطفال على حفظ القران, ففكرنا في فتح قسم خاص بهم بمقر الجمعية يكون بمثابة مدرسة قرآنية يقع فيها تطبيق برنامج متكامل لتحفيظ الصغار القران الكريم وتعليمهم آداب السلوك من خلال بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, وممارسة أنشطة تربوية أخرى مثل البراعات اليدوية واللغة الفرنسية.. وغيرها بعيدا عن التزمُّت والانغلاق». النواة الأولى وواصل السيد النابلي حديثه قائلا: «بدأنا في تنفيذ الفكرة سنة 2008 بعدد من الأطفال الذين استمروا مع المدرسة طيلة 3 سنوات توّجناها بحفل تخرّج، وفي الوقت نفسه ألهمنا الله تعالى فكرة ستُحقق لهم التواصل المستمر مع المدرسة إن شاء الله بعد الانتقال إلى المرحلة الابتدائية.. فباعتبارهم النواة الأولى للجمعية فقد اقترحنا على أوليائهم فكرة ترسيمهم ضمن قسم واحد بمدرسة ابتدائية خاصة...وفعلا تجاوب كل الأولياء مع الفكرة... وبالتنسيق مع القائمين على المدرسة سيتم تخصيص ساعة يوميا من الحصة الصباحية الأولى ليواصل أحد شيوخ الجمعية تحفيظ الأطفال القران الكريم فقط من دون التدخل في البرنامج الرسمي للمدرسة... كما سيستمر تواصل هؤلاء الأطفال بالمدرسة القرآنية من خلال حصتين بمقر الجمعية مساء يومي الأربعاء والسبت من كل أسبوع وسيُتمّون حفظ كل القران إن شاء الله في السنة السادسة أساسي...ويتولى تدريس هؤلاء الأطفال مدرسات تلقين تكوينا على يد الشيخ حمدي الغانمي الذي يشرف أيضا على توجيههن وإرشادهن على مدى السنة التربوية». منارة إسلامية وتحفة معمارية وإلى جانب مدرسة الأطفال هناك حلقات مستمرة لتحفيظ القران الكريم تؤمنها الجمعية لأكثر من 1600 منخرط من مختلف الأعمار على مدى الأسبوع من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء. ويشرف على هذه الحلقات 22 شيخا وشيخة نذكر منهم: عبد الرحمان الحفيان وعثمان الأنداري ومحمد مشفر ومحمد البارودي ومحمد الأطرش ومنذر الجدّي ومراد العمدوني وسماح بن فرح ومحمد أيوب الركباوي وأحمد السهيلي ومنيرة شقرون. وتحدث رئيس الجمعية السيد محمد النابلي في هذا السياق قائلا: « بفضل من الله تلقى الجمعية إقبالا كبيرا من الراغبين في حفظ القران الكريم وقواعده والفقه, إناثا وذكورا.. مما يجعل المقر الحالي الذي تبرّع به الكاتب العام السيد عمر الحمايدي, غير قادر على استيعاب العدد الكبير لهؤلاء.. وهذا لعمري يدلُّ على المكانة الرفيعة التي يلقاها كلام الله عز وجل في تونس... كما يؤكّد حرص سيادة رئيس الجمهورية على تحفيظ القران الكريم وتدريسه.. وهو أيضا ثمرة تعليماته السديدة ببعث جمعية قرآنية في كل معتمدية من التراب التونسي... ونحن من هذا المنطلق تقدمنا بمطلب لسيادته عن طريق السيد والي أريانة للحصول على قطعة أرض نُشيّد فوقها مقر الجمعية الجديد الذي سيكون منارة إسلامية وتحفة معمارية تفتخر بها بلادنا». وقدّم السيد محمد النابلي فكرة عن التصميم الذي تم إعداده للمقر الجديد حيث سيشتمل على قاعات لتدريس القران للكبار وأخرى للأطفال وقاعة إعلامية ومكتبة ومطعم ومدرج وفضاء خارجي للأطفال بالإضافة إلى جناح خاص بإدارة الجمعية. أنشطة اجتماعية وعلى غرار أنشطتها التربوية تقدم الجمعية أنشطة اجتماعية على مدى أشهر السنة...من ذلك ذكر لنا السيد محمد النابلي قيام الجمعية بتوزيع المساعدات على العائلات المحتاجة خلال شهر رمضان ومساعدة الجمعيات القرآنية الأخرى بالمال والتكوين. كما وضعت الجمعية على ذمّة قرية (أس أو أس) بقمرت مُدرّسة تتولى تحفيظ القران الكريم لأطفال القرية بمعدل 3 حصص يوميا... وغير ذلك من الأنشطة. وخلال فترة الصيف تتولى الجمعية تدريس القران الكريم لأبناء مواطنينا بالخارج على مدى الأسبوع. الجمعية القرآنية برياض النصر مُرخّص لها وتنشط وفق قانون أساسي.. وتطوّع لتسييرها وخدمة القران الكريم عدد من مُحبّي كتاب الله عزّ وجل.. وهم بالإضافة إلى السيد محمد النابلي, السادة محمد سامي الفقيه وعمر الحمايدي وطراد اللبان وعبد الجليل النابلي ومحمد الفريخة.