أكد المخرج «فاضل الجزيري» أن عرضه الجديد للدورة السادسة والاربعين من مهرجان قرطاج الدولي «الحضرة 2010» والذي سيعرض يوم الخميس القادم ميزته الوحيدة كونه يضم مجموعة من الشبان وكونه يتوجه بصفة غير معلنة أو غير صريحة كما جاء على لسانه الى جمهور الشباب. وشدد في هذا السياق على أنه من الاهمية بمكان مخاطبة الجمهور وخاصة فئة الشباب بلغة اليوم أو لغة العصر، مشيرا الى كونه حاول صحبة مجموعته أن يكون منصتا للقرن الجديد بالاجابة على متطلبات المعاصرة والاطلاع عليها. وأوضح الجزيري أن عرضه شبيه بالعرض المسرحي، لكنه يذكّر بالحضرة، وقال إنه ألحّ على أن يكون عنوان العرض «الحضرة» وإنه أضاف إليها 2010 للدلالة على الفرق بين الحضرة القديمة مع سمير العقربي والحضرة الجديدة مع «رياض الصغير» و«سمير الرصايصي» والمجموعة الشابة، التي اختارها من المعهد العالي للموسيقى، وأغلبهم ينتمون إلى الأوركستر السمفوني التونسي. وبمعنى آخر لمّح الجزيري وصرّح كذلك بأن «حضرة 2010» شبابية، ورؤية جديدة معاصرة تقطع مع المألوف وتؤسّس لنوعية موسيقية صوفية جديدة. الحضرة 2010 وبالإضافة إلى الموسيقيين والمسرحيين الشبان، فإن عرض «الحضرة 2010» فيه اشتغال على المعدات الركحية وفيه خروج عن المألوف على مستوى الهندام أو اللباس كما قال عنه صاحبه فضلا عن محاولة التعبير بجسد الممثل. وأكد الجزيري في ذات الصدد أنه على خلاف العادة، فإن كل العازفين والممثلين والمغنين سيكونون في حالة وقوف، وستغيب حالة الجلوس وهذه الفكرة قال عنها صاحبها: «لماذا هذا الجلوس والركود في الحضرة.. يجب أن نزرع في فنانينا الوقفة كما نجحنا سابقا في المسرح.. والمجتمع يجب أن يقف».. كما أشار الى ان هذه التجربة (تجربة الوقوف) كان وراءها تساؤل جوهري مفاده «عندما نقف، ما الذي سيحدث؟!» ملمحا الى ان الاجابة عن هذا السؤال او التساؤل ستكون ايجابية. التجديد في «الحضرة 2010» موجود حسبما جاء في تلميحات صاحب العرض رغم ان في تصريحه قال بلهجة مازحة وخاصة بالفاضل الجزيري: «لا جديد يذكر ولا قديم يعاد»، لكنه تحدث عن تطوير صورة السنجق، وصورة البراق وكيفية كتابتها على السنجق بصيغة معاصرة. وعبّر في حديثه عن عرض الجديد عن أمله في ان لا يتجاوز الساعتين من الزمن لأن مدة العرض لم تحدد بعد تماما كقيمته المادية او الكاشي الذي سيتقاضاه من وزارة الاشراف. أنهب من كل مكان... وفي تصريح طريف له قال فاضل الجزيري متحدثا على اطلاعه الموسيقي والمسرحي والثقافي عموما في كافة انحاء العالم: «أنا سارق كبير، أنهب من كل مكان ما يمكنني استعماله لأحكي به فنّا خاصا مستحدثا... ودائما آخذ من حلاله وحرامه..». حضرة سمفونية وكما ذكرنا سلفا فإن مجموعة من الموسيقيين الذين سيؤثثون جانبا من عرض «الحضرة 2010» ، ينتمون الى الأوركستر السمفوني التونسي، والأصوات الاوبرالية ستكون متواجدة. لذلك كان سؤالنا الى المخرج فاضل الجزيري «هل سيشاهد الجمهور حضرة سمفونية؟». فكانت اجابته كالآتي: «تكوين هؤلاء الشبان، تكوين عام والتكوين الاورسكترالي مهمّش قليلا»، وقد حاولنا في «الزازا تكوين اورسكتر موسيقي للمالوف لكننا لم ننجح...». وأكّد في سياق اجابته عن سؤال «الشروق»، أن الاوركستر السمفوني سيتواجد في عرضه عبر ادخال الالات الموسيقية ك «الباتري» و«الفيلونسال»، و«القيتار باص» وهذه أيضا من مظاهر الخروج عن المألوف في «الحضرة 2010»، التي ستنطلق تمارينها بمسرح قرطاج الاثري مساء اليوم. تجهيزات تقنية جديدة وعمّا إذا كانت التجهيزات التقنية الموجودة بمهرجان قرطاج الدولي ذات جودة عالية، وحديثة، وباستطاعتها ان تخدم الرؤية الاخراجية للجزيري، قال صاحب عرض «الحضرة 2010» «ما طلبته موجود وحسب علمي، مهرجان قرطاج قام بكراء معدّات تقنية جديدة تهم الاضاءة والصوت وهي على مستوى جيّد جدا»، هذا الكلام أكده أيضا الزميل نبيل الباسطي، الملحق الاعلامي للمهرجان.