هل تتدارك السياحة التونسية التراجع المسجل خلال الاشهر الخمسة الاولى من العام الحالي وقد اقترب من 2٪ خلال موسم الذروة الصيفي الذي تزامن هذا العام مع عدة عوامل ومؤشرات تدفع الى التخوف ومنها تواصل الازمة الاقتصادية وأساسا في منطقة «الأورو» وتظاهرة كأس العالم وبعدها حلول شهر رمضان وهي كلها عوامل تقلص من نوايا قضاء العطل في الخارج. الاحصائيات الرسمية خلال الاشهر الخمسة الاولى كشفت تراجعا في نسبة السياح الأوروبيين ب31٪ اذ تراجعت كل الأسواق بشكل متفاوت ما عدا السوق الانقليزية التي تطورت بنسبة 14٪ أما السوق المغاربية فعرفت بدورها تراجعا طفيفا بنسبة 1٪ نتيجة تراجع السوق الليبية بنسبة 6.1٪. التراجع الطفيف في اعداد السياح الاجانب برز في مناطق سياحية دون أخرى وكانت أعلى النسب في منطقة المهدية التي سجلت نقصا ب7.1٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. «الشروق» تحولت الى المهدية التي تعتمد في المقام الاول على السياحة الشاطئية وتحدثت الى عدد من المهنيين حول تقدم الموسم ونتائجه وتوقعاتهم حول أشهر الذروة وكيفية تطوير الجذب السياحي وأساسا السياحة الداخلية وسياحة الجوار خلال رمضان الذي سيتمد خلال السنوات الثماني القادمة على الفترة الصيفية. تراجع واضح السيد مراد المراق مدير بنزل 4 نجوم لاحظ تأخرا في انطلاق ذروة الموسم الصيفي وتراجعا في مستوى الاقبال على الفنادق اعاده الى مخلفات الازمة الاقتصادية وكأس العالم، مضيفا ان فندقه سجل نقصا بقرابة 4 آلاف ليلة وان المجهودات متواصلة لتدارك الامر خاصة وان التراجع بلغ 26٪ في الليالي المقضاة وفي المداخيل. توقع المراق ان تتحرك السوق الداخلية خلال الأسابيع القادمة بعد انتهاء الامتحانات لكنه تحرك قد يكون محدودا لأنه سيتأثر بحلول شهر رمضان الذي سينعكس أيضا على السياحة العربية. وخلافا لهذا الموقف يرى السيد لطفي المصباحي المدير بفندق من فئة 5 نجوم ان بداية الصائفة تبشر بكل خير اذ تكشف الحجوزات الخاصة بشهري جويلية وأوت تطور الاقبال وامتلاء النزل وهي نتيجة لنشاط ادارة التسويق وتحركاتها في الداخل والخارج. ويقترح محدثنا على المهنيين اعداد برمجة خاصة لجذب السائح المسلم خلال رمضان تتمثل خاصة في تقديم وجبات تتلاءم مع خصوصية الشهر واقامة سهرات فنية ذات طابع تراثي اضافة الى مزيد تجويد الخدمات ووسائل الجذب الجديدة، ومن جهة أخرى تحدث السيد كريم بن صميدة عبو عن ضرورة الترفيع في تسويق عمليات استقطاب السياح الاجانب عبر دعم الشراكة مع وكالات الاسفار العالمية وتطوير أساليب المشاركة في الصالونات والمعارض بالخارج والاعتماد اكثر على الانترنات للحجز والتعريف بالمواقع التونسية ومزيد الاهتمام بالسياحة الثقافية والأثرية وتثمين الارث الحضاري لبلادنا، كما دعا الى البحث عن أسواق بديلة لتغطية النقص في السياحة العربية خلال رمضان. النقص متفاوت ولا يخفي السيد عبد الرحمان الشطي مدير نزل 3 نجوم حالة النقص العامة المسجلة في المنطقة لكنه يوضح ان وقعها كان متفاوتا بين الفنادق، مشيرا الى النزل الذي يعمل به والذي ينتمي الى سلسلة معروفة فهو لم يتأثر بحالة النقص والتراجع المسجل في السياحة الأوروبية ومن مختلف الاسواق مؤكدا ان ادارة المنتوج والتسويق قامت بجهد كبير لتجاوز النقص، والدعوة موجهة الى المهنيين الى مضاعفة الجهد وتطوير سبل وأساليب استقطاب السياح وايجاد منتوجات جديدة.