منذ ان قدم المنصف خماخم استقالته من مهامه في النادي الصفاقسي كنائب أول للرئيس اختار أن يواكب مسيرة فريقه من بعيد رافضا الادلاء بأي تصريحات صحفية رغم إلحاحنا المتواصل عليه لتفسير ما غمض على الأحباء في حكاية استقالته رافضا في تلك الفترة صب الزيت على النار. بعد أن هدأت الازمة التي إصطلح على تسميتها «خلاف المنصفين» وبعد أن دخل النادي الصفاقسي في أزمة جديدة متمثلة في العجز عن ايجاد بديل للهيئة المنتهية مهامها آثرنا الاتصال من جديد بالمنصف خماخم ليزيح ستائر الغموض حول أزمة نادي عاصمة الجنوب فكان هذا الحوار معه ليحدثنا عن ال«سي آس آس» ما ضيا وحاضرا ومستقبلا. حاوره : عادل الطياري * تم اتهامك من قبل المنصف السلامي بأن المشرفين على حرب الارساليات القصيرة و«الفايس بوك» محسوبون عليك فما رأيك في المسألة? لقد تعودت على اتهامات المنصف السلامي لي وأنا أرفض الرد على مثل هذه الامور لأنني منذ ابتعدت عن المسؤولية في الفريق لم أكلف نفسي عناء الرد على السلامي لأني أرفض الدخول في مهاترات فارغة لن تفيد الفريق في شيء كما أن شعاري هو قولة شهيرة للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مفادها :« و الله كلما جادلت جاهدا إلا وغلبني.» * لكن الجمهور في صفاقس وخارجها ينتظر تفسيرا منك ? ما يقوله السلامي غير صحيح فأنا ابتعدت عن الجمعية ولا أتابعها الا كأي محب عبر وسائل الاعلام فقط كما أنني لا رغبة لي في العودة الى المسؤولية في الفريق فأي مصلحة لي في التهجم على من يريد العمل في النادي لكن المنصف السلامي يريد تحميلي مسؤولية أي مشكلة في الفريق حتى وأن حدثت بعد ابتعادي عنه لستة أشهر كاملة وهذا في غاية الغرابة فهل أصبح المنصف خماخم يمثل عقدة للمنصف السلامي حتى يحشر اسمه في أي أمر. * حسب رأيك من له مصلحة في اشعال حرب الارساليات والتهجم على كل المترشحين? الامر واضح من يريد المسؤولية هو من يحارب منافسيه عليها . * حسنا قيل مؤخرا أن ديون الفريق تصل الى أكثر من خمسة مليارات وبحكم أهمية دورك حين كنت في الهيئة ماذا تقول في هذه المسألة? حقيقة لقد سمعت بهذا المبلغ مثلما سمع به كل الناس ولايمكنني الآن أن أحدد مبلغ الديون بدقة لأنني ابتعدت عن المسؤولية منذ ستة أشهر وهذه مدة كافية لتتجاوزني عديد الامور هذا أولا أما ثانيا فحتى عندما كنت نائبا أول للرئيس أرفض التداخل في الادواروالمهام فالأمور المالية من مهام أمين المال وهو أولى بالاجابة عن هذا السؤال مني لكن الثابت والأكيد أن الفريق يعاني من عجز بحكم أن مصاريفه أكبر من مداخيله. * ومارأيك في أزمة ال«سي آس آس» الحالية? هذه الازمة منتظرة لأن سببها الرئيسي هو التصريحات النارية لرئيس النادي الذي جعل عديد الشخصيات التي كانت راغبة في تسيير الفريق تهرب وترفض العمل في الفريق فالسلامي من أقفل الباب في وجه الجميع لأنه لا يمتلك تقنيات العمل الجمعياتي وكان يمكن أن يواصل هو رئاسة الفريق مثلما تريد لجنة الحكماء وكبار الفريق لكن المشكلة أنه لا أحد رضي بالعمل معه لأنه اذا حدثت أخطاء وهذا منتظر في أي جمعية وليس عيبا في حد ذاته اذ لا أحد معصوم من الخطإ والمهم هو الاتعاظ وفهم الدرس فإن السلامي يتنصل من الخطإ ويحمله لمساعديه بل وينشر غسيل النادي في وسائل الاعلام عوض أن يسعى إلى ايجاد حلول لكل المشاكل بالتشاور والنقاش البناء فالسلامي لا يتحمل المسؤولية الا عند النجاحات فحسب أما عند الهزائم أو أي مشاكل يتهرب ويحملها لغيره وبهذه الطريقة لن يجد أي شخص يمكن أن يقبل العمل معه اضافة إلى ما حدث للفريق على مستوى أزمة التسيير أخاف العديدين من تحمل المسؤولية اذ من غير المنطقي أن يتقدم شخص ليضحي بماله ووقته ثم لا يجد الا الجحود والنكران وربما الشتم المقذع كا أن السلامي بتذبدبه مرة يقرر الرحيل وأخرى يقرر البقاء ووضع الجميع في مأزق. بكلامك أعدتنا من جديد إلى « خلاف المنصفين» فهل ترى أنك ظلمت? نعم هذا أكيد أنا قدمت للفريق ما باستطاعتي أن أقدمه ولم أبخل عليه بشيء وحققنا النجاح حيث فزنا بثلاثة ألقاب في موسمين لكن السلامي تغافل عن كل ذلك لمجرد الانهزام في مباراة أو اثنتين وما يؤلم أكثر أنه عوض أن يفكر بعقلانية كرئيس للفريق سعى الى وضع غيره كأكباش فداء حتى لا يتحمل أي مسؤولية عند الفشل معتمدا في ذلك على «حكايات فارغة» ينطبق عليها مثلنا الشعبي« حل الصرة تلقى خيط» فالسلامي أراد أن يبرز على حساب غيره وهذا حرام ولا يجيزه الشرع ولا العرف فهو بعبارة أوضح داحل في الربح خارج من الخسارة» فهل هذا هو العمل الجمعياتي وهل هذه أبجديات التسيير? أنت قلت أنك ضحيت بمالك ووقتك من أجل الفريق في حين يقول رئيس النادي أنك أخذت ما دفعته? سامحه الله فإلى الآن الفريق مدين لي ب 300 مليون والوثائق المالية تشهد على ذلك واسألوا الزحاف ماذا قدمت في عهده وأنا لم أكن أرغب في كشف ذلك لأنني أرفض التبجح لكن كلام السلامي أجبرني على ذلك كما أنني ساهمت بأموالي رغم أنني لم أكن المسؤول الاول في الفريق فكيف أتاخر وأنا نائب أول للرئيس? * صفقة أوبوكو فيها الكثير من الغموض فلو توضح الأمر للجمهور? هذه المسألة زوبعة في فنجان النادي الغاني لا حقوق له لدى السي آس آس ولا يملك أي حجج تدين الفريق الذي يمكنه أن لا يحول أي مبلغ إلى النادي الغاني وهذا الامر أعلمني به المنصف السلامي الذي كان علي علم كامل بكل حيثيات صفقة تحول أوبوكوا إلى قطر. * أنت متهم بتكديس اللاعبين الأجانب? لا هذا ليس صحيحا ففي الموسمين الماضيين لم ننتدب عددا كبيرا من الاجانب وكل ما في الأمر أن هؤلاء جلبناهم إلى الفريق منذ أن كانوا صغارا وحين صعدوا إلى الأكابر ظهر أن عددهم كبير لكن الأغلبية الساحقة منهم مكونون في الفريق ومن الطبيعي حين يصل سنهم إلى الأكابر أن نستعمل منهم في الفريق الاقدر على تقديم الاضافة والبقية إما أن نسرحهم نهائيا أو نغيرهم واستفدنا من عديد العناصر وتكلفتهم غير باهظة. * حسنا ماذا تقول في انتداب لوشانتير والكوكي? لا رأي لي في المسألة وكل ما في الأمر أنني أتمنى لهما النجاح وأن تتوفر لهما الأجواء الملائمة للعمل. * لكن انتداب الكوكي كمدرب مساعد أثار عديد التعاليق? وما الخطأ في انتداب الكوكي اذا كان سيفيد الفريق ?ثم الاهم في عمل المدرب الأول أن يختار مساعديه لأنه هو من سيعمل معهم لأن هذا سيوفر له الأجواء الملائمة للعمل في راحة بال وتحقيق النجاح. أريد أن أسالك عن رأيك في تراجع كرة القدم التونسية على مستوى النوادي والمنتخب اذ اصبحنا ننهزم أمام من لا تاريخ له مثلنا في الكرة فما هي الاسباب حسب رأيك? هذا التراجع منتظر والسبب هو فشل التكوين في تونس رغم تحسن التجهيزات فإن العمل المعمق مع الشبان غائب لعدة أسباب أهمها توقيت الدراسة صباحا ومساء مما أثر على استعدادات الشبان البدنية والذهنية وكرتنا لن تنهض الا اذا وجد حل لهذا المشكل بتوفير معاهد رياضية على الاقل في كل ولاية للاهتمام بأفضل اللاعبين فيها وتنظيم أمورهم الدراسية والرياضية أما مشاكل المدربين والمسيرين فهذه لا تقارن بالمشكل الذي ذكرته أولا وأنا أو جه نداء للسيد وزير الرياضة المعروف بكفاءته للإنكباب على هذا المشكل وإيجاد حل سريع له . * في الختام ماذا تقول? أنا قدمت كل ما عندي للفريق وعملت بكل جد وصدق وحين قدمت استقالتي لم يكن ذلك تهربا من المسؤولية بل شعورا مني بأن هذا الاجراء هو لاصلح للفريق حتى لا يتضرر مما سمي بخلاف المنصفين لكن الثابت أنه ولئن خلعت ثوب المسؤول فلن يقدر أحد على أن ينزع عني ثوب المحب لان حب ال « سي آس آس » لم يمح من قلبي وعقلي حتى وإن أنكر علي مجهوداتي لصالحه .