رغم أن أزمة ايجاد رئيس لهيئة النادي الصفاقسي خلال الموسم القادم قد تم حلها جزئيا بقبول المنصف السلامي مواصلة المشوار لموسم آخر على الاقل فإن أحباء هذا الفريق لم يفهموا بعد أسباب هذه الأزمة وتداعياتها على مستقبل الفريق والاهم من ذلك يتساءل من فهم أبعادها وتداعياتها عن حل جذري لها. لوضع هذه الأزمة على طاولة التشريح حاورت «الشروق» أحد كبار نادي عاصمة الجنوب جمال العارم الرئيس الاسبق للفريق وأحد كبار مدعميه الحاليين وعضو لجنة العلماء وسألته تفسيرا ضافيا لمظاهر هذه الأزمة وبحيث معه عن حل لها يقي النادي الصفاقسي من أخطارها مستقبلا ويضمن له الاستقرار مهما تعاقبت الاسماء على رئاسته. وجدنا الحل... لكن أكد السيد جمال العارم في بداية حديثه معنا أن رجالات النادي الصفاقسي اهتدوا الى حل لأزمة الفريق بعد أن وافق السيد المنصف السلامي على مواصلة المشوار لموسم آخر على الاقل لينهي بذلك جدلا خطيرا حول مستقبل الفريق وسيعطي الجميع مهلة للبحث عن خليفة له تتوفر فيه الشروط المطلوبة لتحقيق النجاح وسألنا العارم عن سبب هذه الازمة فبين أن الخطأ الوحيد الذي قام به رجالات النادي تمثل في عدم تفكير لجنة الحكماء والهيئة المديرة في ايجاد بديل لرئيس الفريق عند نهاية ولايته وقال جمال العارم: «من الاخطاء التي ارتكبتها لجنة الحكماء والهيئة المديرة عدم اعداد بديل لرئيس النادي لأنه ليس من واجبنا البحث عن الألقاب فحسب وانما الحفاظ على مسيرة النادي بالتخطيط للمستقبل وان شاء الله هذا الخلل. لن يتكرر وعلى السيد السلامي أن يجمع حوله عددا من الشبان القادرين على تسلم المشعل خاصة أن فريقنا غني برجاله وبأنصاره وبقليل من التركيز والعمل المعمّق والمدروس سنتجاوز هذا الخلل.. في اجابته عن سؤال حول ما يشاع هنا وهناك من أن لكل كبير من كبار النادي شخصا يريد ترشيحه في منصب رئيس الهيئة اشار العارم الى أن هذه الفكرة ليست صحيحة ولا وجود لمجموعة أرادت فرض اسم دون غيره أو أن لكل شخص مرشحه وكل ما في الأمر أن هناك اجتهادات بدون اي خلفية أو مقاصد أخرى وحتى اقتراح السيد لطفي عبد الناظر لرشاد الكراي والحبيب الحمامي كان من باب الاجتهاد وبعد اجتماع طال كثيرا ولم يصل المجتمعون الى حل ويقول العارم في هذا الصدد: «بعد عدم اقتناع السلامي بمواصلة مهامه سقطنا في الارتجال دون أن يعني هذا أن الكراي والحمامي ليسا من الكفاءات لكن في الفترة الحالية رأينا ان الرجلين غير قادرين على تحمل المسؤولية فالنادي الصفاقسي يحتاج حاليا الى شخص مستعد كما ينبغي للمرحلة القادمة وقد يكون الكراي مفيدا للفريق في مرحلة أخرى وما أود التأكيد عليه أن لا شيء بيني وبين رشاد الكراي والحبيب الحمامي لكن مصلحة النادي الصفاقسي حاليا تقتضي عدم الموافقة عليهما لتسلم مقاليد النادي فهما ليسا رجلي المرحلة... سألنا العارم عن السبب الذي دفع كبار الفريق الى عدم طرح اسم المنصف خماخم كبديل للسلامي فبين أنه لدعم اختيار المنصف خماخم لكان أفضل لأنه يعرف ما يحتاجه الفريق حاليا وهو المؤهل أكثر من غيره لرئاسته إلا أن خماخم لم يبد أي رغبة في رئاسته الفريق ولم يحضر الاجتماع الاخير لهيئة الحكماء بما أن الخلافات بينه وبين السلامي جعلته لا يحظى بالاجماع. خارطة الطريق للخروج من الضيق ما الحل الجذري اذن لعدم تكرر هذه الازمة؟» كان هذا هو سؤال «الشروق» لجمال العارم أما اجابته فكانت كما يلي: «الحل هو تغيير طريقة التسيير كما يجب تغيير القوانين المنظمة لعمل الجمعيات الرياضية وعلى اللجنة الاستشارية التي عينتها وزارة الاشراف للنهوض بكرة القدم التونسية تناول هذه المشكلة بالبحث لأنها أصبحت تمس أكثر من فريق مثل النادي الصفاقسي والنادي الافريقي ونوادي أخرى وفي السنوات القادمة أتصور أن المشكل سيكون أكبر لذلك على هذه اللجنة طرح تصورات جديدة لتغيير القوانين... وأشار جمال العارم الى أنه اقترح على كبار ال «سي آس آس» منذ مدة طويلة حلا يتمثل في تكوين مجلس ادارة يتكون من الرؤساء السابقين للفريق ومن كل شخص قادر على دعم النادي ماليا وأدبيا وهؤلاء يختارهم الرؤساء السابقون لأنهم يعرفون من دعم الفريق ماليا وبإمكانه افادته بالأفكار والبرامج وبطريقة الانتخاب بين أعضاء مجلس الادارة يتم اختيار رئيس الفريق ويقوم مجلس الادارة بتسطير الخطوط العريضة للنادي ومهمة الهيئة المديرة هي التنفيذ ويقول العارم: «يجب ان تضم الهيئة اشخاصا محترفين أي متفرغين تماما للفريق ويتقاضون أجورا نظير عملهم هذا وهكذا تتم مواكبة الاحتراف مواكبة تامة لأنه من غير المعقول ان يتم تسيير فريق محترف بمسيرين هواة وبهذه الطريفة نتجنب مشاكل البحث عن رئيس للهيئة ونغتنم الفترة الصيفية لاعداد الفريق فنيا لمختلف المنافسات». نسبة نجاح لوشانتر مع ال «سي آس آس» كبيرة في اجابته عن سؤال حول الاضافة التي سيقدمها المدرب لوشانتر للنادي الصفاقسي أشار جمال العارم الى أنه تابع عمل هذا المدرب مع النادي الافريقي ويرى أنه أخطأ بتعنته ودخوله في حرب مع نجوم الفريق اذ كان بامكانه الاستفادة من خبرتهم وقيمتهم الفنية ويرى العارم أن لوشانتر قد يكون أعد برنامج عمل طويل المدى مع نادي باب الجديد لذلك ابعد النجوم واعتمد على بعض الشبان لكنه في المقابل نجح في آخر الموسم في اعطاء طابع لعب خاص به في الفريق وأصبح اداؤه متجانسا ومع النادي الصفاقسي يرى العارم أن لوشانتر بإمكانه النجاح لأن الفريق لا نجوم فيه يمكن أن يصطدم بهم ويلعب كرة تعتمد على روح المجموعة وهذه فرصته لابراز طاقاته كمدرب سبق له الفوز بكأس افريقيا للأمم مع الكامرون. التعاقد مع الكوكي خطأ فادح سألنا جمال العارم عن رأيه في وضوح هيئة ال «سي آس آس» لطلبات لوشانتر بالتعاقد مع نبيل الكوكي كمساعد واهمال أبناء الفريق من القادرين على القيام بهذه المهمة فقال: «أنا ضد تعيين الكوكي مدربا مساعدا وهذا ليس انتقاصا من قيمته بل هو مدرب ممتاز ومتخلق لكن المدرب المساعد دائما يجب أن يكون من أبناء الفريق لأن الهيئة بذلك وقعت في فخ المدرب لأنها منحته كامل الصلاحيات ولن تقدر على محاسبته أو مراقبة عمله ولو كان المساعد من أبناء الفريق فإنها قد تجده عند الحاجة كان ينسحب المدرب مثلا في وقت حساس لأنه ساعتها سيرحل مع الكوكي لأنه هو من جلبه وأصر علىالتعاقد معه كما أن هذا الاختيار ضربة لفنيي الفريق وهم من خيرة الموجودين على الساحة الوطنية فنيا وقد قلت هذا الكلام لرئيس النادي وأعلمته أن الدار يجب أن تكون لأهلها أولا... وأشار العارم الى أنه كان يحبذ لو تولى هذه المهمة المدرب كمال الزواغي لأنه ابن الجمعية وأظهر كفاءة كبيرة مع مستقبل القصرين بهزمه لكل الكبار كما أنه بقبوله العمل كمساعد في ال «سي آس آس» اختار أن يعود خطوة الى الوراء وهذه بادرة تذكر فتشكر منه وتؤكد حبه للفريق ورغبته في افادته. ظروفي الحالية لا تسمح لي برئاسة الفريق سألنا جمال العارم عن السبب الذي جعله لا يتقدم لرئاسة الفريق خاصة أن عديد الاحباء يريدون ذلك فأشار الى أن الفكرة تراوده يسبب حبه للفريق خاصة في مثل هذه الوضعية لكن ظروفه المهنية تمنعه من ذلك كما بين أنه من أنصار بعث مجلس ادارة لتسيير الفريق للقضاء نهائيا على معضلة البحث عن رئيس للهيئة كل موسمين مشيرا الى أن دعمه للفريق ماديا وأدبيا متواصل حتى وان لم يكن رئيسه. في الختام سألنا العارم هل ان ال «سي آس آس» في مشكلة عويصه اداريا وماليا فأكد أن الامور الادارية تم جلها والتفكير جار لايجاد آليات تمنع تكرار مثل هذه المشكلة أما ماليا فإن الديون بصدد التناقص بفضل جهود كل رجال الفريق بفضل عمل السلامي في الفترة الماضية.