في مونديال 2006 كان كل شيء يوحي أن الارجنتين جواد رابح جاهز للمراهنة عليه خاصةبعد العروض الرائعة في الدور الاول وتجاوز المكسيك في ثمن النهائي لكن منتخب «التانغو» انسحب في ربع النهائي أمام ألمانيا بعد تعادل اللحظات الاخيرة وتراخ واضح من الارجنتين واهدار أيالا وكامياسو ضربتي جزاء وفي مونديال 2010 عرف منتخب الارجنتين نفس المصير إذ قدم عروضا رائعة في الدور الاول وفي ربع النهائي أمام المكسيك وانسحب أمام ألمانيا في ربع النهائي ب «فضيحة كروية» هذه المرة. والحقيقة أن احساس بالمرارة رافق هذا الانسحاب لأن مارادونا وأبناءه كانوا «ملح المونديال» وتوابله أما بعد خروجه فقد أصبحت اللقاءات عبارة عن أكل المستشفيات بلا طعم الى درجة أن هناك من قاطع اللقاءات وعزف عن الفرجة بعد خروج راقصي «التانغو» لأن كرة القدم الاوروبية عبارة عن صراع بين 22 رجلا آليا على أرض الملاعب. عندما عجز منتخب البرازيل عن لعب الادوار الاولى في مونديال ألمانيا 2006 أكد مدرب «الصامبا» كارلوس البارتو بيريرا حال وصوله الى ريودي جانيرو قائلا «العلاج الأنجع لاعادة اكتشاف الكرة البرازيلية طريقها نحو الالقاب يكمن في اعادة تجديد المواهب والنجوم وهذا ما فعلناه في السنوات الأربع الماضية ونجحنا في ضم 50٪ من النجوم الجدد... لأن هذا الفريق لم يتأهل الى المباراة النهائية فإن التغيير في الوجوه يجب ان يستمر لأنه من المهم جدا أن ننتهج وسيلة جديدة في الاستعداد لمونديالي 2010 و2014». هذه هي الكلمات التي رسم بها كارلوس البارتو بيريرا المدرب السابق ل «الصامبا» مستقبل هذا المنتخب وجاء دونغا بعد ليسير في نفس الاتجاه وتحققت النجاحات سواء في التصفيات أو في القارات ولكن لعنة المونديال تواصلت وكان الاقصاء هذه المرة على يد الهولنديين ومثل انسحاب الراقصين ضربة موجعة للمونديال التاسع عشر وإذا كان انسحاب الارجنتين رافقه حزن كبير فإن انسحاب البرازيل «علم الرجال البكاء في الطريق العام» انه الحدث الأعظم في كل مسابقة والحدث الذي يراه محبو الكرة الجميلة أهم بكثير من اللقاء النهائي ويرى الملاحظون ان خروج البرازيل والارجنتين المبكر هو الذي ضاعف شعبية المنتخب الاسباني لأنه المنتخب الوحيد الذي يحاول تقديم كرة جميلة وفرجوية ويحاول أن يخلق لنفسه رقصة يسمى باسمها وقد نطلق عليه بعد هذا المونديال منتخب «الفلامنغو» اسوة بمنتخبي «الصامبا» و«التانغو» المهم أن النهائيات السابقةوالحالية غاب عنها الراقصون وسيطر عليها الاوروبيون وقد انقذتها «نطحةزيدان» في مونديال ألمانيا من الروتين وأنقذها الراقصون الجدد هذه المرّة.