العديد من الامبراطوريات الكروية العظمى فقدت نفوذها واشعاعها فوق خارطة الجلد المدور العالمية وتلك هي أحكام الكرة التي ترفض القطبية والنرجسية وقبل نهاية المونديال الافريقي نفضنا الغبار عن بعض المنتخبات التي أضاعت أمجادها وعجزت حتى عن حضور العرس العالمي للكرة الى جانب السقوط المبكر لعدة منتخبات كانت مؤهلة للمراهنة على اللقب العالمي مثل صاحب التاج الأخير المنتخب الايطالي ووصيفه المنتخب الفرنسي... الذاكرة الرياضية العالمية لن تفسخ بسهولة المنتخب المجري الذي كان يحتل مكانة بارزة في سلم العمالقة فهذا الفريق لعب نهائي 1938 أمام المنتخب الايطالي وتألق بشكل واضح في نهائيات 1954 وكان بشهادة الجميع يستحق اللقب العالمي ففي تلك الدورة فاز في التصفيات على كوريا الجنوبية 9/0 وألمانياالغربية صاحبة اللقب 8/3 وفي ربع النهائي أزاح المنتخب البرازيلي ليفوز بنفس النتيجة في نصف النهائي على حساب منتخب الأوروغواي لكنه في النهائي انهزم 3/2 أمام ألمانيا بعد ان كان متقدما 2/0 بفضل الثنائي الذهبي بوشكاش وتشيبور وقبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة عدل بوشكات النتيجة عندما كانت ألمانيا متقدمة 3/2 لكن مراقب الخط ألغى الهدف بتعلة التسلل وكان الهدف شرعيا بشهادة أغلب الملاحظين وبعد هذه الملحمة نزل المنتخب المجري من القمة وأصبح لا يقدر حتى على الوصول الى المونديال. هل تقلع الأوروغواي؟ نال منتخب الأوروغواي شرف تنظيم أول مونديال سنة 1930 وفاز بأول لقب أمام الارجنتين 4/2 وبعد 20 سنة جدد العهد مع منصة التتويج بعد انتصار تاريخي على البرازيل 2/1 بملعب ماركانا بالذات وأمام 200 ألف مشجع برازيلي ولكن ذلك المنتخب العريق فقد بريقه المعهود وعجز عن الارتقاءالى المربع الذهبي منذ سنة 1970 ليعود الى هذا الدور المتقدم في المونديال الافريقي والمعلوم أن منتخب الأوروغواي سجل غيابه عن مونديال فرنسا 1998 وانسحب من الدور الاول سنة 2002 بكوريا واليابان ليعجز عن حضور مونديال ألمانيا 2006 فهل يعود الى اشعاعه المعهود من افريقيا؟ تركيا تنزل بسرعة في مونديال 2002 كان المنتخب التركي من المفاجآت السارة حيث ظهر بشكل انيق ورشيق ولم يعرف الهزيمة الا أمام البرازيل 2/1 في التصفيات و1/0 في نصف النهائي ونجح في الحصول على المرتبة الثالثة لأول مرة في تاريخه بعد انتصار في اللقاء الترتيبي على منتخب كوريا الجنوبية ولكن المنتخب التركي لم يحافظ على هذه المكانة البارزة وتراجعت نتائجه بشكل غريب وعجز في الدورة الفارطة عن حضور مونديال 2006 بألمانيا حيث اقتلع منه الترشح المنتخب الأكراني المتأهل لأول مرة الى كأس العالم ليتجدد الفشل في هذا المونديال الافريقي فماذا أصاب المنتخب التركي صاحب المرتبة الثالثة في مونديال 2002؟ انهيار تشيكوسلوفاكيا المنتخب التشيكي يملك بدوره تقاليد عريقة في عالم الجلد المدور اذ ترشح لنهائي 1934 بإيطاليا وخسر اللقب بصعوبة أمام منتخب البلد المنظم 2/1 بعد تمديد الوقت وفي تلك الدورة أزاح بالخصوص المنتخب الألماني من نصف النهائي (3/1) وفي دورة 1962 بالشيلي ترشح المنتخب التشيكي مجددا للنهائي وانهزم أمام البرازيل 3/1 ولكن هذا المنتخب العريق لم يعرف نفس النجاح فيما بعد وأصبح حضوره غير منتظم في الأعراس الكروية العالمية ولعل الاسباب السياسية ساهمت في تردي الكرة بهذا البلد خاصة بعد التقسيم ففي الدورة الفارطة شاركت تشيكيا في المونديال وانسحبت منذ الدور الأول بعد الانهزام أمام غانا 2/0 وايطاليا 2/0 والانتصار على الولاياتالمتحدةالامريكية 3/0. وخلال هذه الدورة يمثل تشيكوسلوفاكيا المفككة المنتخب السلوفاكي المنسحب من ثمن النهائي. هل تسترجع هولاندا اشعاعها؟ الكرة الهولندية معروفة بسحرها وجاذبيتها وجماليتها حيث تخرج من هذه المدرسة سلالات متميزة من السحرة مثل كرويف وكرول وريزنبريك والهداف الشهير فان باستن وثولين وكومان وريشكارد بيكام والقائمة طويلة وعريضة والبعض من هذه الأسماء ساهم في جلب كأس أوروبا للأمم سنة 1988 كما نجح المنتخب الهولاندي في الوصول لنهائي المونديال في دورتين متتاليتين (74/78) ولكن هذا المنتخب فقد اشعاعه في الدورات الأخيرة حيث عجز عن الحضور في مونديال 2002 فهل يستعيد المنتخب الهولندي بريقه المعهود ويتراهن بجدية على التاج العالمي بعد الارتقاء للمربع الذهبي؟ الى الوراء... سر العديد من المنتخبات الأخرى كانت لها كلمة مسموعة في المونديال وفقدت وزنها الحقيقي مثل منتخب الشيلي منظم مونديال 1962 والمتحصل على المقعد الثالث في تلك الدورة الى جانب المنتخب اليوغسلافي الموحد الفائز بالميدالية الذهبية لأولمبياد 1960 والمنتصر على ألمانيا في ربع نهائي كأس العالم لسنة 1962 ولكنه حاليا أصبح ممثلا بكيانات مختلفة الى جانب المنتخب الروماني الذي كان حاضرا في نهائيات 1930 و1934 مع الارتقاء للادوار المتقدمة في بعض الدورات لكنه في المرحلة الأخيرة أصبح عاجزا عن بلوغ المونديال فأين جيل هادجي وبوسبكو؟ ورغم عراقة المنتخب البلجيكي الفائز بالميدالية الذهبية الأولمبية لسنة 1920 والمتأهل للمونديال 11 مرة فإنه لم يتأهل للمونديال في دورتي ألمانيا 2006 وجنوب افريقيا 2010 وتعود المنتخب السكوتلندي بدوره للمونديال في دورتي ألمانيا 2006 وجنوب افريقيا 2010 وتعود المنتخب السكوتلندي بدوره على حضور المونديال بانتظام اذ شارك في دورات (70 74 78 82 90 98) لكنه تغيب في دورتي 2006 و2010، وتسجل هذه الدورة أيضا غياب النمسا صاحبة المرتبة الثالثة في دورة 1954 وبلغاريا التي بلغت المربع الذهبي في دورة 1994 أيام الهداف ستويشكوف الى جانب فشل النرويج وروسيا وبولونيا صاحبة المرتبة الثالثة عالميا سنة 1974 والسويد في حضور أول مونديال افريقي... مونديال أزرق «للأزرق» لغة الأرقام تؤكد ضعف معدلات صاحب التاج العالمي الأخير المنتخب الايطالي الذي كان المرشح البارز لقيادة مجموعته لكنه في النهاية قبع في المرتبة الأخيرة بعد تعادلين أمام الباراغواي 1/1 وزيلندا الجديدة 1/1 وهزيمة قاسية ضد منتخب سلوفاكيا 3/2 المشارك للمرة الأولى في المونديال. كما عجز وصيفه المنتخب الفرنسي عن تحقيق الفوز واكتفى بنقطة وحيدة بتعادله مع الاورغواي 0/0 مع هزيمتين أمام المكسيك 2/0 وجنوب افريقيا 3/1 فمن كان يتوقع هذا المحصول الضعيف للمنتخب الفرنسي أما المنتخب اليوناني صاحب التاج الأوروبي قبل الأخير فإنه اكتفى بتحقيق فوز وحيد على نيجيريا 2/1 مع هزيمتين ضد كوريا الجنوبية 2/0 والارجنتين 2/0 وبذلك انسحب منذ الدور الأول. الخروج من الباب الصغير منتخب سويسرا كان بدوره مرشحا لبلوغ الأدوار المتقدمة خاصة بعد فوزه في المباراة الافتتاحية أمام اسبانيا لكنه تراجع بشكل غريب وانهزم في مناسبة أولى أمام الشيلي 1/0 ثم اكتفى بالتعادل 0/0 مع الهندوراس لينسحب مبكرا منذ الدور الأول. وتكبد المنتخب الانقليزي هزيمة تاريخية مخجلة أمام ألمانيا 4/1 في ثمن النهائي مع تقديم مردود غير مقنع في الدور الأول حيث اكتفى بفوز وحيد على سلوفينيا 1/0 مع تعادلين أمام الولاياتالمتحدة 1/1 والجزائر 0/0 ويمثل الانسحاب من ربع النهائي «نكسة» للكرة البرازيلية باعتبار التاريخ المجيد لمنتخب الصامبا صاحب المرتبة الأولى في التتويج بكأس العالم (5) مع وفرة النجوم المتلألئة ببلاد «بيلي»...