بعد أن فرح الألمان طويلا بأخطبوطهم الذي اعتمدوه كعرافة لتحديد حظوظ «المانشافت» في المباريات التي خاضها حيث تنبأ بانتصارهم إلى حدود لقاء الدور نصف النهائي حين تكهن بفوز اسبانيا فإنهم بعد اللقاء نقموا عليه وتمنوا رؤيته في المقلاة متهمين إياه بالخيانة. الاسبان أصابتهم عدوى الايمان بالخرافات هم أيضا إذ بعد ترشح «لاروخا» إلى النهائي وقرار رئيس وزرائهم بالسفر إلى جنوب افريقيا لحضور الدور النهائي شنوا حملة احتجاجات وسعة على قراره ذاك حجتهم في ذلك أنه نذير شؤم على كرتهم وأن حضوره النهائي في ملعب سوكر سيتي يعني هزيمة محققة للمنتخب الاسباني الاحتجاج وصل إلى حد التظاهر السلمي طبعا رافعين لافتات كتب عليها: «انتظر كأس العالم في مدريد أفضل من أن تعود من جنوب افريقيا بيد فارغة». والأغرب في كل هذا ان سيطرة الخرافة تجاوزت الجمهور البسيط إلى الصحفيين الذين طالبوا بدورهم رئيس الوزراء الاسباني بعدم السفر إلى جوهانزبورغ. الغرابة في كل هذه الحكاية تفاقمت أكثر حين امتثل رئيس الوزراء الاسباني لهذا الطلب وقرر عدم السفر!! ما يلفت الانتباه في حكايتي الأخطبوط الألماني ورئيس الوزراء الاسباني أن الخرافة أسقطت العقل بالضربة القاضية في البلدان التي تعد مهد العقلانية!!