يفتتح مهرجان الحمامات الدولي مساء اليوم في دورته السادسة والاربعين بعرض مسرحي أول «ابن رشد... اليوم» اشترك في اعداده ثلاثة من كبار المسرحيين التونسيين الذين كانت لهم بصمات واضحة خلال أكثر من اربعين عاما الاخيرة في المسرح التونسي عز الدين المدني كاتبا ومنصف السويسي مديرا للممثلين وصائغا للدرامتورجيا ومحمد كوكة مخرجا وهي نفس المجموعة التي قدمت قبل عامين مسرحية «ابن خلدون». هذه المسرحية تكتسي أهميتها لأكثر من سبب فهي عودة الى الاعمال المسرحية الكبرى المكتوبة باللغة العربية خارج مسرح الارتجال والكتابة الركحية وكتابة الممثل التي سادت في السنوات الاخيرة وهي من جهة أخرى معالجة حديثة لمعضلة العقلانية في الفكر العربي الاسلامي بل الانساني ووضع المفكر في المجتمع وتصادمه مع المؤسسة وهو السؤال الذي طرحه بحدة المفكر الاندلسي ابن رشد وقد ظل يتردد دائما مع عدد من المفكرين باعتباره سؤالا مركزيا في أفق التفكير الانساني وقد ذهب ابن رشد ضحية لتفكيره العقلاني وتكرر نفس المصير مع أحفاده من حملة الفكر التنويري الذين طالهم الاغتيال أو السجن أو حتى تفريقهم من زوجاتهم ومصادرة حقهم في التفكير والاختلاف مثل ما حدث مع المفكر الراحل نصر حامد أبوزيد. ان هذه المسرحية التي يشترك في تقديمها عدد من الممثلين الشباب تطرح سؤالا مركزيا عن أفق العقلانية في زمن يصادر الاجتهاد ويكفر التفكير الحر، زمن الفضائيات التي تبث فتاوى غريبة عن الاسلام وعن روحه السمحة وتروج لثقافة الموت والمقابر، مسرحية تستحضر الارث العقلاني العربي وتدافع عن الوجه النير للثقافة العربية. هذه المسرحية تجمع بين عدد من الممثلين وهم منصف السويسي ومحمد كوكة ويسر الطرابلسي ومحمد الجريجي وياسين العبدلي ومنصف العجنقي ولطفي لملوم وأيمن النخيلي وبسام العلوي وغيث النفاتي وشكيب الرمضاني وقاسم الشرميطي وقد صاغ السينوغرافيا كمال الحاج حمودة.