0 مجدي بن عيسى: صوت شعري له مكانته في الساحة... أحرز على جوائز أدبية مختلفة وهو من جيل التسعينيين وتحديدا ممّن تأثروا منهم بالنص الشعري المعولم حيث تزدحم المناخات العربية في شعره بمناخات شرقية وغربية... في عمله الجديد راوح الشاعر بين القصائد ذات الشكل الياباني والقصائد العربية الحديثة وامتزجت في شعره أصوات عديدة منها الصوت الصوفي وصوت الانسان العربي... قسم الشاعر كتابه الى خمسة فصول يضم كل منها مجموعة من القصائد القصيرة وهي فصول لا تفيها هذه الرحلة السريعة حقها ولا تكشف خباياها... 1) أمتعة الكتابة: شعر عن الشعر... عن الايقاع والكلمة والمجازات والصمت ومعاني الشعر وحالاته... رحلة مفتوحة في هموم الشعر... بين الأحاسيس والاشكاليات العديدة. في هذا الباب يحاول الشاعر طرح علاقته بالشعر ومواقفه من بعض قضاياه من ذلك ما نجده في قصيدة المجازات «المجازات فخاخ من لغة والمعاني حمر وحشيّة وخيول لا تروم القيود، فابحث في البراري عن ينابيع من الحكمة لم توطأ بأقدام نبي» (ص 12) إن الشاعر حسب هذه الكلمات ينتقل من الواقع اليومي الى عالم البراري وهو العالم الشاسع والغامض حيث تظل أشياء كثيرة في طي المجهول... فالشعر رحلة الى المجهول تتطلب الشجاعة والصبر. «ولا تقنع بغير دم القنيصة بين مخالب الكلمات». (ص 12) كما يبدو الشعر جمعا لشتات كبير... فهو رتق لمشاغل القلب وأحاسيسه وهذا ما نفهمه في «إبرة الصمت». «أرسم الصمت في شكل إبرة ما الذي سأخيط بها غير هذا الشتات شتات المعاني التي تتزاحم في القلب. يا ابرة الصّمت قودي خيوط الكلام وشدي المعاني الى بعضها» (ص 13) وتحيلنا قصيدة «قناص الأرواح» على شيء من سيرة الشاعر وذاته فيستعيد صورة من واقع البدء أو لنقل واقع الشباب الذي أدى به الى الشعر. «احترمت اليسار عندما كنت في الفصل في ثلة من رفاق قريبين من قلب استاذنا بعيدا عن الباب حيث يسرح أهل اليمين شراهاتهم كان يومئذ للكلام جناح يطيرنا للعدالة والحق. هذا الجناح الذي طار بي بعد ذلك في عالم الشعر. في عالم من حرير الخيال» (ص 19) هذا الباب إذن غوص في علاقة الشاعر بالشعر شعرا... إنها منافذ أرادها الشاعر الى نصه وهي تعج رؤى شعرية لا يسمح المقام بالتوغل فيها وفي أساليب قولها. 2) شؤون عائلية: قسم يحلق حول مشاغل اجتماعية... لعلها في النهاية مشاغل الشاعر الذاتية مثل السكن وأواني المطبخ «سأفكر في بيت الزوجة والأولاد بيت من حجر وحديد اكتبه في أرض صلبة» (ص 22) ولابد أن ننتبه هنا الى المجاز والمساواة بين الكتابة والبناء... فالشاعر يتخذ من هذا الفضاء العائلي منطلقا للصور الشعرية فتنفتح القصائد على عالم أكبر من القضايا والمشاغل اليومية وتتحول الكلمات الى استعارات دالة... 3) الحرب على الارهاب: فصل يحط فيه الشاعر على أرض الوجع فيوقد العديد من الاسئلة الحارقة... تطالعنا في هذا الباب عناوين مختلفة مثل الحادي عشر من سبتمبر والسيارة وحرب استباقية والعولمة والحرب على لبنان واكتشاف أمريكا وفي البحث عن الديمقراطية وانتخابات عربية واعلام وطني والحرب على غزة. نصوص هذا الباب ساخرة حينا وجريحة حينا آخر حيث زاوج الشاعر بين السخرية من الواقع العربي والدولي والتألم مما يحدث من أمثلة السخرية قصيدة «انتخابات عربية» البارحة رأيت في المنام انني أجدّف في البحر دون زورق والناس حولي يضحكون وكلهم يجدّف... (ص 45) ومن أمثلة التفجع على الواقع العربي قصيدة غزة: وليكن انهم دمّروا منزلا واستباحوا قرى ومدن سيقاتلهم حجر في ذراع اليتيم الذي قتلوا أمه وتطاردهم صورة للقتيل المضرّح في كل عاصمة ووطن...». (ص 54) 4) أعمال الشاعر: صفحات صوفية فيها توظيف التفكير الآخروي في قصيدة أحصي ذنوبي. ماذا أكون بغير أخطائي... بغير كتابتي وبغير ألواحي محرّقة الضمير سلامي أنت يا أخطائي الصغرى ويا خطئي كبير (ص 58) وتظهر في هذا الباب جملة من الأفكار والمواقف الفلسفية من الحياة 5) ألحان مصاحبة: قصائد تستقبلنا عناوينها بالموسيقى: موسيقى ا& شارلن أزنافور انشاد صوفي طبول بورندي موسيقى تشيكوفسكي جاز غناء الكرد وموسيقى الأتراك فلامنكو ارتجالات الجاز.