سهرة عادت بمخيلة الجمهور الى سنين خلت وحتى قرون عندما قدمت فرقة «الغناي» باقة من أغاني الشمال الغربي في افتتاح الدورة 35 لمهرجان سليانة الصيفي... المهرجان انطلق يوم أول أمس لتكون العادة مع تنشيط الشوارع قصد الاعلان عن موعد الانطلاق للدورة 35 لتكون السهرة مع عرض لفرقة الغنّاي من ولاية الكاف فقدمت أغاني نابعة من تراث الشمال الغربي... الفرقة والباقة المقدمة كانت طبقا للاصل لعرض المنسيات التي حصدت نجاحات في ما سبق... ليكون السقوط في فخ المحاكاة ولئن حسب أن الاغاني كانت منسوبة لولاية الكاف إلا أن الحضور ردد جل الاغاني لايصال رسالة أن أغاني فرقة «الغناي» كانت قد جُمعت من مناطق لولاية سليانة مثل «معوج» و«سيدي حمادة» و«سيدي مرشد»... نعود الى تفاصيل العرض الذي كان مميزا ينم عن حرفية لجميع أعضاء الفرقة فاستحضروا صورة القافلة والنجع ووصال الحبيبة منذ قرون خلت... مراوحة بين «الڤوّال» (شاعر القبيلة) وأغاني اللمة... كانت مضمون هذا العرض بقيادة عبد الرحمان الشيخاوي فكان التراث مقدما دون تشويه حرّك في نفسية الحضور مشاعر الموطن الاصلي ومسقط الرأس... وجالت بخاطرهم عديد الصور التي استولت عليها الحاضرة بشقيها الايجابي والسلبي... الجمهور لم يبرح المكان طيلة العرض ولم يكن انتباهه طيلة هذا الوقت للمتابعة والانبهار بالاضواء والبهرج إنما كان لأغان رددها الاجداد لاحداث ملحمية وقعت في السابق وظلت تبلّغ من حفيد الى آخر... ويبدو أن الهيئة المديرة وعلى رأسها مدير المهرجان السيد حبيب البغدادي قد راهنت على عرض تراثي دغدغ المشاعر واستحضر الحنين ليقول للجمهور المتوافد هذا تراثكم فلتحافظوا عليه.