يبدو أن الفضيحة المالية التي تتخبط فيها حكومة نيكولا ساركوزي ستكنس «رؤوسا» جديدة مقربة من الرئيس الفرنسي ومن الحزب الحاكم الذي عكس الهجوم على الاحزاب المعارضة متّهما إياها ب«التقليب في صناديق القمامة». فقد كشفت مصادر إعلامية فرنسية مطلعة أمس عن عزم المستشار الاجتماعي للرئيس ساركوزي على الاستقالة ومغادرة الإليزيه. العود أحمد وأكدت أن رومان سوبي (70 سنة) يفكر في العودة الى ميدان عمله الاصلي في وكالة التربية والتكوين. وأضافت إن سوبي لن يشارك في الحملة الانتخابية الرئاسية لسنة 2012. وفي تطور آخر، لقضية «بيتانكور» دعت جهات داخل حزب «الاتحاد من أجل الجمهورية» الحاكم الحزب الاشتراكي الى إيقاف دعايته التي وصفتها ب«المغرضة». وقال إيرك راولت النائب عن «سان دوني»: «عندما نريد أن ننتقد لابد أن نكون نظافا... هل بإمكاننا أن نغض الطرف عن تمويل رجل الاعمال الفرنسي بيير بيرجي لنشاط الحزب الاشتراكي والتي بلغت أكثر من 7500 أورو. وتساءل مستنكرا: هل علينا أيضا أن نراقب «جود» رجل الاعمال جيروم سابدو حيال الحزب الاشتراكي وأن نضع تمويل الحملات الانتخابية الاشتراكية في منطقة «باكا» قيد الدرس. صواريخ «سكود» وشدّد على أن الحزب الحاكم يملك «صواريخ سكود» لا تقل عن «صواريخ» الحزب الاشتراكي. بدوره، اعتبر النائب عن الحزب الحاكم كلود غولسغان أن الاساءة الى صورة الساسة قد تنسحب على كل الاطراف اليمينية واليسارية على حد السواء. وأضاف أن هذا التصعيد الكلامي والدعائي يشبه الى حد كبير المناخ السياسي الذي ساد فرنسا عقب الازمة الاقتصادية الاولى في 1930. وفي ذات السياق، أظهرت نتائج استطلاعات للرأي أجريت مساء أول أمس أن ساركوزي سيُمنى بهزيمة مدوية على يد المرشحين المرجحين للحزب الاشتراكي في حال أجريت انتخابات رئاسية زمن سبر الآراء. وأكدت النتائج حصول ساركوزي على 32 بالمائة من الاصوات مقابل 61 لصالح رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس. كما أوضحت حيازة ساركوزي على 40 بالمائة مقابل 54 إذا تنافست معه على كرسي الرئاسة زعيمة الحزب الاشتراكي الحالية مارتي أوبري.