أثناء إقامة المنتخب الفرنسيّ في تونس أصرّ أحد اللاعبين على استقدام طبيب أسنانه الخاصّ من فرنسا بكلفة 25 ألف أورو! تصرّف طائش سواء رافَقَهُ أم لم يرافقه كلام من نوعه، اعتبرته نقابة أطبّاء الأسنان اعتداءً يخوّل لها مقاضاة اللاعب بتهمة المسّ من سمعة القطاع. طبعًا لا جدال في أنّ كفاءة أطبّاء الأسنان والأطبّاء عمومًا في تونس أمر يشهد به القاصي والداني.. ومن الطبيعيّ التصدّي لكلّ تشكيك ضمنيّ أو مباشر في هذه الكفاءة. لكنّ طريق التداوي «سالكة» في الاتّجاهين.. فماذا لو انطلقت نقابات الأطبّاء من هذا المبدإ لمقاضاة «السيّاح» الذين يجوبون بلاد العالم من أجل أطبّائها؟ ثمّ ماذا لو استطرف البعض هذه السابقة فاقتدى بها: هذا يُقاضي «الحارقين لغويًّا» باعتبارهم يمسّون من سمعة لغة البلاد! والآخر يعتبر «الحرقة» إلى «الراب» مسًّا من سمعة «المزود»! والثالث يرى في استقدام حكّام من الخارج لإدارة المباريات الكرويّة مسًّا من سمعة قطاع التحكيم المحلّي! إلى آخر القائمة التي ليس لها آخر! أغلب الظنّ عندي أنّ هذا الباب لن يُفتح! وأنّ الجميع سينتهون إلى اعتبار حماقة هذا اللاعب مجرّد سخف في التفكير صادرٍ عن أحد ذراري التكوير، طارَ منه ضرس العقل وحلَّ محلّهُ ضرس الدلال الذي «يخلّف الهبال»!!