جدّ صبيحة اول امس الجمعة حادث مريع في ضواحي مدينة رجيّش ( معتمدية المهدية) نتجت عنه عديد الاصابات لعاملات في مصنع خياطة على ملك أحد الأجانب. وتتمثّل الفاجعة في تسجيل حالات اغماء مفاجأة وصعوبة في التنفّس والاختناق المتبوع بوهن وغثيان متواصل في صفوف عاملات المصنع أثناء مباشرتهنّ للعمل، ممّا نتج عنه حالة من الفزع والذهول داخل المصنع استوجب معه الاستنجاد بمصالح الطبّ الاستعجالي والحماية المدنية وكلّ سيارات اسعاف الجهة تباعا وذلك لنقل المصابين على مراحل حسب حالتهم وعددهم 66 مصابا. وقد تم اجلاء المصنع من العاملات والقيام بعمليات الاسعاف الميدانية و نقل المصابين في وقت قياسي الى المستشفى الجهوي بالمهدية الذي شهد حركة غير عاديّة وتجنّدت مختلف وحداته لاسعاف المصابين ورعايتهم برغم قلّة المستلزمات الطبيّة. وبفضل مجهودات أعوان المستشفى من أطباء واطارات طبية وشبه طبية وأعوان الحالة المدنيّة تمّت السيطرة على الوضع وحال ذلك دون وقوع أيّة مخلّفات تذكر للمصابين، فالحادث لم يقترن بأيّة أضرار بشريّة عدا بعض حالات الهلع والخوف التي انتابت بعض المصابين. وقد غادر جلّ المصابين المستشفى في ظروف طبيعية. وحسب ما استقته «الشروق» التي واكبت عملياّت الانقاذ لحظة بلحظة، فانّ سبب الحادثة تمثّل في تسرّب غازات سامّة من المحيط المجاور للمصنع حيث كانت تجري عملياّت صيانة باستخدام بعض الخلائط الكيميائية التي امتدت داخل المصنع بصورة سريعة عبر النوافذ ومضخات الهواء respirateurs وتسبّبت في اختناق العاملات اللاتي كنّ على مقربة من النوافذ المطلّة على الخارج. ويذكر أن هذا المصنع معدّ انتاجه كلياّ للتصدير نحو أوروبا وهوّ من خيرة المؤسسات المشغّلة لليد العاملة حيث يستوعب قرابة 200 عاملة دون اعتبار التقنيين والاطارات وغيرهم، وفتحت الجهات المعنيّة تحقيقا للكشف عن أسباب الحادث الذي كاد يتسبّب في كارثة لولا تدخّل وحدات الاسعاف والحماية المدنيّة بالسرعة القصوى وفي الوقت المناسب.