أماط تقرير صهيوني أمس اللثام عن سعي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى ادخال الفلسطينيين في «متاهات المفاوضات العبثية» والتلاعب بعامل الزمن لغرض تأجيل «السلام» لعشرين سنة قادمة، فيما شدّد رئيس السلطة الفلسطينية على ضرورة وجود طرف دولي يحمي حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. وأكد تقرير نشرته أمس صحيفة «جيروزاليم بوست» الصهيونية ان مفهوم «عامل الزمن» الذي يستعمله نتنياهو في الحديث عن استحقاقات التسوية لا يرمي إلى إبرام تسوية عاجلة مع الفلسطينيين وإنما إلى إطالة أمد الاحتلال للأراضي الفلسطينية وبقاء المستوطنات الصهيونية. عقدا أو عقدين واستشهد التقرير بتأكيد نتنياهو ان التعامل مع القضايا الرئيسية مثل «الأمن والحدود والمستوطنات» تستوجب عقدا أو عقدين لحلحلتها. وأضاف ان عامل الزمن وحده قادر على نزع مفعول «الألغام الأرضية» الموجودة في هذه القضايا. ورأى التقرير ان بمثل هذه العقلية الخبيثة لنتنياهو فإن فرص السلام قليلة إن لم تكن منعدمة، مستبعدا التوصل إلى اتفاق «فلسطيني صهيوني» في ظل الحكومة الحالية، ينصّ على تفكيك فوريّ للمستوطنات. شروط عباس في سياق متصل بموضوع السلام، قال محمود عباس إن على إسرائيل أن توافق من حيث المبدإ على «التبادلية من حيث القيمة والمثل» لتعويض الفلسطينيين عن أراضي الضفة الغربية المقام عليها المستوطنات اليهودية. ويمثل هذا المطلب إضافة إلى وجود طرف ثالث على الحدود الشروط الفلسطينية المعلنة للدخول إلى المفاوضات المباشرة مع الصهاينة. وسبق لعباس ان قبل فكرة لعب حلف شمال الأطلسي دورا أمنيّا على الحدود لتخفيف المخاوف الصهيونية بإمكانية ان يسلح الفلسطينيون أنفسهم إذا سيطروا على الحدود. وقال في ذات السياق إن اسرائيل يجب أن توافق على فكرة مبادلة عادلة في إشارة إلى الأراضي التي سيتم تبادلها إسرائيليا وفلسطينيا على أساس حدود 1967. في نفس الإطار، رفض الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أمس خطة وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان تحويل قطاع غزة كيانا منفصلا. وأضاف ان هدف الخطة هو تقسيم الوطن الفلسطيني والتخلي عن القدس لذا فنحن نرفضها بقوة لأنها مخالفة للاتفاقات الموقعة وللشرعية الدولية. وأشار إلى أن ليبرمان جاء بخطة جديدة قديمة وهي العودة لمشروع الدولة المؤقتة التي رفضناها سابقا ونجدّد رفضها باسم الشعب الفلسطيني جميعه. واعتبر ان الخطة تنهي فرصة إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.