انتقدت فصائل المقاومة الفلسطينية مشاركة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في اللقاء المرتقب اليوم مع الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خاصة أن اسرائيل قلّلت من أهميّة هذه القمّة وقالت ان نتنياهو سيتمسك بخططه لتوسيع المستوطنات بينما ذهبت مصادر اسرائيلية الى حد اعتبار أن القمة المرتقبة هي فقط لالتقاط الصور. فقد قالت حركة «حماس» انها تنظر بعين الريبة الى هذا اللقاء وتستهجن موافقة عباس على لقاء نتنياهو. واعتبرت الحركة في بيان لها حضور عباس اذعانا، يشكل تراجعا عن موقفه الرافض لأي لقاء أو تفاوض مع الصهاينة قبل الوقف التام والشامل للاستيطان، كما يفضح التصريحات والمواقف السابقة لرئيس السلطة ومستشاريه برفض لقاء نتنياهو حيث لم تكن الا مجرّد شعارات للاستهلاك الاعلامي. ومحاولة لتغطية الفشل الذريع لمشروع التسوية السياسية. وقالت «حماس» إن اللقاء لن يجلب الخير للشعب الفلسطيني ولن يأتي الا بما تمليه الادارة الصهيونية والأمريكية. ودعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من جهتها الى العدول عن المشاركة في هذا اللقاء، وأصدرت الجبهة بيانا صحفيا من غزة قالت فيه إن حضور اللقاء يعدّ استجابة للضغوط الامريكية وهي لا تخدم سوى المصالح الامريكية والاسرائيلية. واعتبرت الجبهة أن اللقاء المرتقب «هدية مجانية لنتنياهو وحكومته من غلاة التطرف والعنصرية». وفي الجهة المقابلة شدّد المتحدث باسم رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي ان نتنياهو سيتمسك أثناء لقائه المرتقب مع أوباما وعباس في نيويورك بخططه لتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وقلّلت مصادر حكومة الاحتلال من أهمية القمة الثلاثية التي تعقد عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة تمهيدا لمعاودة اطلاق المفاوضات. وقالت المصادر الاسرائيلية ان اللقاء سيكون رمزيا ولن يكون في مقدوره تحريك عملية السلام في هذه الفترة. وأضافت تلك المصادر أن الخلافات بين اسرائيل والادارة الامريكية مازالت على حالها في ما يتعلق بالأنشطة الاستيطانية والبناء في القدسالمحتلة والكتل الاستيطانية الكبرى. واعتبرت تقارير صحفية اسرائيلية أن قمة نيويورك ستكون لالتقاط الصور. وسخرت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها من دعوة نتنياهو عباس الى ابداء الشجاعة ومكاشفة شعبه بأنه ينبغي اقفال باب الصراع والتوقف عن تقديم مطالب من اسرائيل. ودعت الصحيفة نتنياهو الى توجيه هذه الدعوة الى نفسه وابداء موقف شجاع ومصارحة الاسرائيليين وائتلافه الحاكم بأن تسوية الصراع على أساس الدولتين تجسد مصلحة اسرائيلية واضحة من أجلها يجب الانسحاب من الاغلبية الساحقة للأراضي المحتلة عام 1967 وتفكيك معظم المستوطنات. وقال معلق سياسي اسرائيلي بارز إنه لا حاجة لمفاوضات جديدة بل الى جدولة زمنية جديدة لخارطة الطريق التي دعت الى انهاء الاحتلال الى حل متفق عليه بشأن القدس وحل نزيه وعادل وواقعي لقضية اللاجئين.