اسمحوا لي هذه المرّة بأن أمارس حقّي في الأنانية وبأن أنشر على حبل غسيلي أمرا يهمني رأسا ومباشرة. وأقسم لكم أنني ما كنت لأثيره لو لم يكن يعاني منه العشرات إن لم أقل المئات... وربما الآلاف حيرة ودهشة وخيبة واستغرابا لا من القشّة التي قصمت ظهر البعير وإنما من «الورقة في مكتب السيد المدير» حيث تنقطع ببقائها هناك الأرزاق ويصيب صاحبها الإخفاق لمجرد أن واحدا أو واحدة من «المتمركزين» في الإدارة المركزية ثقلت يداه على أن يمضي عليها وعوض أن يسفّرها ويعيدها مباشرة إلى المحتاجين إليها حالا يمنحها حق الإقامة المجانية الدائمة في الأدراج الإدارية ولا أحد يملك من النصيحة لمن يترقب عودتها سوى الدعوة له بجميل الصبر والسلوان ولسان حاله يردد «استنّي يا دجاجة حتى يجيك القمح من باجة». اسمحوا لي هذه المرة أن أقف على عتبات أبواب الوكالة العقارية الفلاحية بالعاصمة متسولا جوابا من أهل الخير فيها وهم كثر عن سؤال عن وُريقة لي تحمل طلبا بمجرد السماح لي بتعويض قطعة أرض لي بأخرى لبعث مشروع صناعي يستوجب التعويض، ويبدو أنّها ضاعت في الزحام الورقي في هذه الوكالة منذ أكثر من ثلاثين يوما وثلاثين ليلة ومن أوصافها أنها تلبس جبة ملف إداري رسمي مختوم ومرقم ومؤرخ ومتوكل في سعيه على الوكالة. ولهذا فالرجاء ممّن يعثر عليها صدفة أو يعرفها أو يعرف عنها شيئا أو يعرف عنوان إقامتها في أي مكتب هي أن يبلّغ عنها صاحبها وأجره على الله والله لا يضيع أجر المحسنين.