في الجولة الافتتاحية للبطولة قدم النجم الساحلي مقابلة طيبة جدا تليق بمقامه مما أعاد الثقة الى النفوس. في حين ضرب الاحباء كفا بكف عن ضياع انتصار كان في المتناول على حساب الترجي الرياضي... وقد رأى البعض أن ما قدمه فريق جوهرة الساحل في أول مقابلة رسمية وخاصة حسن تمركزه فوق الميدان وحبه للانتصار ولعبه الرجولي والخطة الفنية والتكتيكية واضحة المعالم كلها أشياء تعود للمدرب محمد فاخر ومساعديه وتظهر المجموعة بشكل مغاير... فهل تمكن المدرب المغربي فعلا رغم الفترة القصيرة من وضع النجم على المسلك القويم. سؤال محوري تفرعت عنه عدة أسئلة في سياق هذا الحديث الذي يدلي به لأول مرة لصحيفة تونسية. سي محمد هل وجدت فعلا النجم الساحلي كما تصورته؟ النجم فريق كبير ويبقى دوما كبيرا جئته في فترة انتقالية أضف الى ذلك أني أعرفه منذ عدة سنوات كأحد أقطاب الاندية الافريقية وقد سبق لي أن نافسته عندما دربت أندية مغربية، لأجل ذلك لا مجال لكي أتصوره فهو معروف لدى السواد الاعظم من الرياضيين العرب والافارقة... صحيح أني جئت كما أسلفت الذكر في مرحلة إعادة البناء وشرف لي أن أكون مساهما في ذلك بمساعدة رجالاته وجماهيره... ومن حسن الصدف أن جل اللاعبين جدد والجهاز الفني جديد والكل عازم على إعادة البريق والاشعاع للفريق. بعد اطلاعك الملموس على الزاد البشري وعلى الامكانات المتوفرة... هل غيرت من أهدافك كمدرب؟ عندما يقبل أي مدرب العمل على رأس فريق في حجم النجم الساحلي فالاهداف عادة ما تكون مرسومة ومعلومة سلفا وتتمثل أساسا في المراهنة على الالقاب وهي في الحقيقة أهداف تخص الجميع ناهيك وأني وجدت إدارة على درجة عالية من الوعي والتنظيم تمتلك رؤية مستقبلية واضحة المعالم بقيادة رئيس جمعية «كوارجي» ومتحمس والجميع هنا يطمح الى تحقيق نفس النجاحات... بعبارة أوضح وجودي على رأس النجم من أجل الحصول على الالقاب. في آخر ندوة صحفية عقدتها قبل تربص ألبارفيل ألمحت الى أن الحيّز الزمني غير كاف للقيام بتحضيرات متكاملة؟ بالرغم من انطلاق سباق البطولة لازلنا في النجم الساحلي نعتبر أن الفريق في مرحلة التحضير باعتبار أن اللاعبين انطلقوا في العمل على دفعات وهو ما لم يساعدنا على إنجاز برنامج عملنا بالكامل... وشخصيا أعتبر أن تحضيراتنا انطلقت يوم 4 جويلية وهو اليوم الذي كانت فيه كل العناصر حاضرة على ذمة الجهاز الفني. انطلاقا من 4 جويلية كيف وجدت المجموعة من الداخل وكيف تقيم العمل معها في تلك الفترة بالذات؟ بالرغم من أن الجهاز الفني جديد وجل اللاعبين جدد فقد ربحنا الكثير من الوقت مقارنة بقرب انطلاق السباق وفي ظرف وجيز صار كل شيء معروفا وكل شيء موجودا، أنا كمدرب أعرف جميع اللاعبين وهم يعرفونني وذلك بفضل روح المجموعة وهذا ما يجعلنا متفائلين لقد قطعنا شوطا شاسعا في التحضير وبالتوازي مع ذلك كسبنا الكثير من الوقت بمساعدة «الكوادر». طيب، ما هو حكمك على الانتدابات التي غنمها النجم طيلة هذه الصائفة؟ وماذا ينقص الفريق؟ كل اللاعبين الذين التحقوا بالفريق يتمتعون بإمكانات طيبة ويستجيبون للشروط المطلوبة.. اضافة الى هؤلاء هناك عناصر كانت تنشط ضمن فرق أوروبية وسيدخلون مرحلة جديدة بالبطولة التونسية.. قيمهم ثابتة كذلك فإن الاضافة ستكون مضمونة. إن دور المدرب هو محاولة توظيف كل هذه الطاقات على الوجه الأكمل على المستويات الذهنية والفنية والبدنية والتكتيكية.. ومن المؤشرات الايجابية على نجاح كل هذه الصفقات اندماجها وتأقلمها مع بعضها البعض في وقت قياسي.. بقي أن أشير الى أن أي مدرب لا «يشبع» ولا يقنع من مثل هذه الانتدابات القيمة. سي محمد.. هل تمّت استشارتك بخصوص هذه الانتدابات باعتبارك طرفا معنيا؟ للأمانة لم يكن لي رأي في هذه الانتدابات لسبب بسيط يتمثل في وصولي المتأخر نسبيا للمسك بالأمور الفنية للفريق.. وبالمناسبة أشكر كل المسؤولين الذين كانوا وراء كل هذه الانتدابات حيث نجحوا في ربح الوقت قبل التعاقد مع المدرب وهذا يدل على ذكاء المسؤولين باعتبارهم من الميدان.. عموما الانتدابات كانت موفقة وقيمة وإضافتها للفريق ستكون مضمونة، ومادمت أتحدث عن المنتدبين أشير الى أنهم اندمجوا بسرعة فائقة بفضل «كوادر» المجموعة الذين أخذوا بأيديهم. قائمة ال26 التي اخترتها هل هي نهائية أم أنها ستشهد هي الأخرى بعض التغييرات؟ لا يمكن أن تكون القائمة المشار إليها نهائية وبابها سيبقى مفتوحا على مصراعيه طوال الموسم أمام الداخلين والخارجين وفي قاموسي لا يوجد لاعب أساسي مسبقا. هل كان قرار استبعاد سليم الجديد وحمدي المبروك شخصيا أم مشتركا بينك وبني المسؤولين؟ للتوضيح أشير الى أن محمد فاخر هو صاحب القرار في كل ما يتصل بالأمور الفنية مع تشريك بقية أفراد الطاقم الفني.. ومرة أخرى أؤكد أني لم أقص أي لاعب وكل العناصر التي تمّ تسريحها أو بالأحرى إعارتها لا يشكّ أحد في قيمتها إلا أن فرص نشاطها في فرق أخرى أوفر من بقائها في النجم سليم الجديد على سبيل المثال عندما تحول الى مستقبل المرسى بإمكانه اللعب كأساسي طوال الموسم في حين يبقى الأمر مختلفا لو بقي في النجم بحكم شراسة المنافسة على المراكز كما أنه بإمكان حمدي المبروك إبراز طاقاته في فريق آخر قبل العودة الى النجم وما قلته حول هذين العنصرين ينسحب تماما على كل من نافع الجبالي وسليم بن بلقاسم وحسام سليمان وياكوبا ديارا وعدنان الرداوي والبقية. أكيد أنه بلغ الى علمك أن جل العناصر التي تمت إعارتها الى فرق أخرى سجلت في الجولة الافتتاحية؟ أجل وهذا من حسن حظهم وتأكيدا على أن محمد فاخر لم يظلم هذه العناصر بقدر ما أتاح لها الفرصة لإبراز امكاناتها هم وتفجير طاقاتها. إن تواجد سليم الجديد في مستقبل المرسى سيساعده على تدعيم جانب الثقة لديه والجانب الذهني فضلا عن تحسين الجانب المادي وأكيد أنه سيعمل من أجل العودة في يوم ما الى مهده الأصلي.. أما بخصوص أيمن السلطاني فإن المسألة مسألة منافسة مع كل من أحمد العكايشي ودوس سانطوس ولمجد الشهودي ومروان بلغول ولسعد الجزيري وصديق أدامس وكما يقول المثل الفرنسي العناصر المعارة تأخرت لتقفز الى الأمام ومحمد فاخر لم يظلم أحدا وليس في نيّته اقصاء أي لاعب يملك القدرة على الافادة. كيف نجحت في ظرف وجيز في التواصل مع كافة اللاعبين محليين وأجانب؟ بصراحة... لم أواجه أي اشكال من هذا النوع العمل يسير على أحسن ما يرام وبما أنني كنت لاعبا في السابق وأملك رصيدا من الخبرة قد يكون ساعدني على المسك بزمام مجموعة عبارة عن فسيفساء من العقليات والطباع. في نفس الاطار كيف يسير العمل مع مساعدك محمد المكشر وهل لك أن تحدثنا عن العلاقة بينكما؟ المكشر مدرب ممتاز ويتمتع بخصال عالية في مجال التدريب كما يتوفر على شخصية قوية وكل هذا ساعدنا على العمل بشكل متكامل... التفاهم موجود والعمل يسير في الاتجاه الصحيح المكشر مهد لي الاجواء مع اللاعبين الى جانب الدور البارز الذي لعبه في جل الانتدابات التي قام بها النجم الساحلي طوال هذه الصائفة وقد جرت العادة أن يكون المدرب المساعد بمثابة الحائط القصير الذي يقفز منه اللاعبون لكن مع محمد المكشر الأمر مختلف تماما وشخصيا أرى فيه مشروع مدرب كبير في المستقبل. هل هناك أسماء لفتت انتباهكم في المجموعة الحالية من بين لاعبي الفريق تحاولون الاهتمام بها بشكل خاص؟ ليست هناك عناصر محددة نهتم بها نحن نوجه عملنا نحو العناية بمجموعة تضم 27 لاعبا والشيء الوحيد الذي نركز عليه هو الاهتمام باللاعبين البدلاء حتى يتم تجهيزهم لوقت الحاجة وهو ما من شأنه أن يفضي الى نجاح المجموعة كاملة... في عملنا لا فرق بين الأساسي والاحتياطي فالاهتمام موجه للجميع. بصراحة هل يملك محمد فاخر الشجاعة لوضع أحد نجوم الفريق على مقعد البدلاء لسبب أو لآخر؟ في حوزتي 27 نجما ولا أفرق بين هذا وذاك الا بالعمل الجدي والانضباط والمثابرة وان وجودي ليست الغاية منه القصاص من اللاعب الفلاني أو وضع اللاعب الفلاني على البنك... فالقاسم المشترك التفاني والاخلاص لخدمة الفريق واعتقد أن كل نجوم العالم يمتازون بالجدية والانضباط حتى يكونوا قدوة للآخرين وهو ما يزيدهم فخرا واعتقد أن ما لمسته في المدة الاخيرة يدعم نظريتي باعتبار أني وجدت كل التفاهم والانسجام مع اللاعبين الذين أكدوا حزمهم وهو شيء أسرني كثيرا وسهل علي مهمتي ومهمتهم... في كلمة لا نجومية في الفريق الا للنجم الساحلي فقط. البعض لاحظ وأن المدرب محمد فاخر لم يول البرازيلي دانيالو الاهتمام اللازم قياسا بالهالة التي رافقت انتدابه؟ هذا انطباع خاطئ لرجل الشارع وعموما أترك الاجابة عن هذا السؤال للاعب نفسه... فالكل على علم بأن دانيالو جاء من البرازيل وأصبح يلعب في مناخ وظروف مغايرين فضلا عن انشغاله بزواجه وخاصة بتأخر وصول بطاقته الدولية، ومع ذلك فقد أخذ شيئا فشيئا في الاندماج وقطعا سيأخذ حظه باعتباره قيمة ثابتة. بعد قرابة الشهرين من العمل ماذا أضفت للفريق طوال هذه الفترة؟ أترك للصحافة الرياضية والجمهور الحكم على حجم العمل الذي قدمته الى حدّ الآن مع بقية أفراد الجهاز الفني. بقدر إشادة جمهور النجم بأداء فريقه في الجولة الافتتاحية أمام الترجي بقدر تحسره على ضياع انتصار كان في المتناول.. فكيف رأيت النجم؟ فعلا ارتقى أداء النجم في هذه المباراة الى المستوى الأوروبي وتحديدا الى مستوى الكرة العصرية. صحيح أن النتيجة لم تكن منصفة قياسا بعدد الفرص التي صنعها زملاء العكايشي لكن لا تنسوا أنها الجولة الأولى وجل اللاعبين مازالت تعوزهم الآلية في أداءهم لكن الأكيد والثابت أن النجم سيكون أفضل في قادم الجولات أداء ونتيجة. في أعقاب مواجهة الترجي، هل يمكن القول إن محمد فاخر نجح في تغيير الطابع الفني للنجم؟ إذا كان هناك فعلا تغيير فقد حصل آليا في ظل وجود لاعبين ناضجين ذهنيا وفنيا وتكتيكيا والفضل في ذلك يعود أساسا الى الانتدابات الموفقة التي قام بها الاطار المسير في متسع من الوقت. بعد الجولة الثانية سيتوقف نشاط البطولة وهذا من شأنه أن يضر بالاستعداد البدني ويجبركم على إعادة التحضيرات؟ قبل انطلاق السباق تحسبنا لهذه الناحية ووضعناها في الاعتبار من خلال تنفيذ ما جاء في برنامج العمل الذي سطرناه من قبل والذي سيشتمل على التمارين اليومية التي ستتخللها مواجهتان وديتان أمام نادي بني ياس الاماراتي يومي الأحد 7 و13 أوت الجاري بالملعب الأولمبي بسوسة وهكذا نكون قد حافظنا على نسق المجموعة قبل عودة البطولة الى سالف نشاطها. ماهي أقصى طموحاتك مع النجم خلال الموسم الجديد؟ دون شك إعادة التوازن للفريق وقد طلب المسؤولون أن يصبح للنجم طابع لعب فرجوي وهذا أمر بديهي لفريق كبير يجب أن ينحت لنفسه شخصية لكني كمدرب طموح أتجاوز هذا المطلب لأسعى الى تحقيق النتائج لأنها ثمرة العمل. وإذا كان مسؤولو النجم يفكرون أكثر في مستقبل الفريق فأنا أفكر أيضا في الجمهور العريض للنجم والذي يبحث عن مجموعة قادرة على تحقيق أحسن النتائج التي تقود نحو اعتلاء منصة التتويج. هل هناك خطوط حمراء عند المدرب محمد فاخر لا يسمح بتجاوزها؟ أرفض رفضا قطعيا التدخل في شؤوني ومن حسن حظي أن المحيطين بي كلهم «كوارجية» ولاعبون دوليون يتفهمون طبيعة عملي ويدركون أنه لا مجال للتدخل فيه. نفسح المجال لك لبعث رسالة فماذا تقول؟ رسالتي أوجهها الى جمهور النجم الساحلي وأقول للأحباء كونوا دائما وراء الفريق والأكيد أن النجم سيسترجع مكانه في القريب العاجل. فالنجاح يتطلب دعما معنويا حقيقيا وهو ما يجب أن نجده لدى هذا الجمهور الذي سنعمل كل ما في وسعنا من أجل إسعاده واللّه الموفق.