هو شاب في الثامنة والعشرين من عمره متحصل على الماجستير في ادارة أعمال المؤسسات ومتخصص في فنون الاشهار السياحي درس بتونس ومن ثمة بفرنسا قبل أن يعود مجددا الى أرض الوطن للعمل في مجال اختصاصه... قبل 9 أعوام أعجب بمطعم سياحي عائم تحت الماء افتراضيا بفرنسا ولد عنده حلما لتحقيقه في تونس حلم تطلب منه عامين كاملين من التحضيرات والافكار والتصورات والتراخيص ليحول بطاح (حلق الواديرادس) الذي احيل على التقاعد الى فضاء سياحي فخم عائم يجاور ميناء سيدي بوسعيد. صاحب الحلم ويدعى «محمد رياض صاية» اختار أن يكون فريق عمل البطاح تصورا وتنفيذا تونسيا مائة في المائة تحدث ل «الشروق» عن هذه التجربة اعتبارا لكونه من بين المستثمرين الشبان الذين تقدموا بمشاريع ذات تصورات جديدة حولت البطاح الى فضاء سياحي من 3 طوابق يتسع لأكثر من 450 شخصا في آن واحد. يقول «محمد رياض»: «أعرف أن الفكرة جميلة لكن تنفيذها تطلب الكثير من العمل والصبر... انه حلمي الذي تمنيت تحقيقه طيلة السنوات التسع الاخيرة... أذكر ذلك التاريخ حين دخلت مطعما عائما افتراضيا بفرنسا... كان المكان اشبه بغواصة والأسماك تحيط بك من كل الجوانب وتحت قدميك حتى تخال نفسك مبحرا معها جيئة وذهابا أذهلتني هذه الفكرة التي تندرج في اطار السياحة المميزة، وبحكم اختصاصي في دراسة ادارة أعمال المؤسسات وفنون الاشهار السياحي حلمت بتحقيق هذا الحلم حين عودتي الى تونس... لقد عملت كثيرا في مجال اختصاصي لأكتسب شيئا من الخبرة ومنها انطلقت في تحقيق الحلم». عامان لانجاز الفكرة ويضيف الشاب «محمد رياض صاية»: لقد تطلب تطبيق المشروع عامين كاملين نعم، حين علمت باتمام انجاز القنطرة الرابطة بين رادس وطريق حلق الوادي ثم احالة بطاح الى التقاعد ونقل البقية الى جزيرة جربة خامرتني الفكرة لأحول هذا البطاح الى مشروع سياحي ذي طابع خاص هو الاول من نوعه في تونس . قمت ومجموعة من الشبان باعداد تصور كامل للمشروع وتقدمت به للجهات المختصة باعتبار أن البطاح المتقاعد هو من مشمولات وزارتي التجهيز واملاك الدولة... ومن ثمة انطلقت، لقد كان مشروعي تونسيا مائة في المائة من ألفه الى يائه من التصور الى الانجاز الى الآلات والتجهيزات والصيانة كل شبر فيه هو بأيادي شباب تونسيين اعتبر نفسي محظوظا في السنة الدولية للشباب أنا ورفاقي باعتباري مازلت باعثا شابا». صعوبات ولكن! وسألنا محمد رياض ان كان قد واجه صعوبات في الحصول على التراخيص اللازمة لانجاز هذا المشروع ابتسم ابتسامة طفولية قبل أن يعلق: «أكيد لم يكن الامر بسيطا... لقد درست المشروع لفترة طويلة حتى تمكنت من تقديمه لاقنع به المسؤولين فالبطاح الذي حولته الى مشروع كان قد دخل في مرحلة تقاعد تام... مشروعي أقنع المسؤولين فكلفته بلغت المليار ومائتي ألف دينار قام بكل تفاصيله تونسيون شبان كلهم دون سن 35 عاما كما أنه سيوفر على أقل تقدير فرصة عمل قارة لحوالي 28 شابا من المتخرجين من معاهد السياحة المتخصصين في مجالهم لتقديم خدمات سياحية ذات جودة عالية وهو يعتبر الاول من نوعه في تونس كفضاء سياحي عائم ذي طوابق بديكور خاص. وسيستقر مجاورا لميناء سيدي بوسعيد به ممر خاص وسط مياه البحر. أياد تونسية السيد «مالك الرديسي» شاب ثان هو منفذ للمشروع بدا بدوره سعيدا بالخطوات التي خطاها رفقة صديقه محمد رياض معتبرا أن المشروع هو فكرة بالأساس وأن الحاجة هي دوما الى الأفكار الجديدة لاستغلالها وتحويلها الى شيء جميل يكون ابتكارا ببصمة تونسية تجلب اليها السياح تحدث ل «الشروق» بالقول: «لقد تطلبت دراسة الحلم عملا كبيرا اقتنعنا به كشبان ومن ثم اقنعنا الطرف المقابل بتحويل بطاح متقاعد الى فضاء سياحي عائم مميز تطلب ايمانا كبيرا بهذا الحلم، خاصة وأن المشروع من ألفه الى يائه هو بأيادي شبان تونسيين ومن صنع تونسي لا نحتاج فيها لأي أجنبي فخبراتنا تكفينا لتقديم الجديد. البطاح تحول الى 3 طوابق حول كيفية تحول البطاح الذي عرفناه طابقا واحدا الى طوابق أضاف الشاب «محمد رياض صاية»: «الطابق الارضي الذي كان يحتوي على «المازوط» تم تنظيفه كليا وتحول الى مطبخ راق والطابق الاول أضحى فضاء بلوريا هو أشبه بغواصة تحت الماء لا يحيط بك الا الأسماك ومن ثم الطابق الثاني البلوري هذا دون الاستغناء عن المحركات وعن صورة البطاح الذي عرفناه لكن الاهم أن من قام بالتنفيذ رغم صعوبة الأمر وكلفته شبان تونسيون فكانت النتيجة عملا جميلا ببصمة شبابية. شكر خاص وختم محمد رياض الصاية كلامه بالقول: «اريد أن أتوجه بشكري الخاص الى رئيس الدولة لأنه لولا دعمه للباعثين الشبان لما تمكنت من تحقيق هذا الحلم الذي عايشني طيلة 9 سنوات. كذلك أحيي زوجتي ووالدتها فقد شجعتاني كثيرا على المضي قدما في هذا العمل»، وفي هذا الطريق.