لا تزال موجة الحر العارمة تجتاح العراق هذه الايام وقد تجاوزت درجة الحرارة العظمى في العاصمة بغداد نصف درجة الغليان بدرجتين بينما بلغت في البصرة (53) درجة مئوية. والى جانب الصيف اللاهب الذي يجتاح العراق بات غياب التيار الكهربائي، مزمنا حيث بلغ معدل انقطاع الكهرباء عشرين ساعة في اليوم في ظل موجة الحر الشديد التي يواجهها المحرومون باستخدام شواطئ الانهار والمهافيف وفق ما نقلته صحيفة القدس العربي. ففي معظم مدن وسط وجنوب العراق انتشرت في الآونة الأخيرة الإعلانات الخاصة لشركات السياحة والسفر في محاولة لاجتذاب اكبر عدد ممكن من المسافرين وبأسعار تنافسية تتراوح بين 230 500 دولار للشخص الواحد مع تنظيم برنامج ترفيهي للترويح عن الزائرين مما أنعش عمل شركات ومكاتب السياحة والسفر واوجد لها سوقاً رائجة من خلال زيادة عدد الرحلات الى كردستان وخارج العراق لتضم تركيا وسوريا. يقول عدي حمدون صاحب احدى شركات السياحة والسفر في حي المنصور غربي بغداد «ان الاسعار التي تقدمها الشركات الأهلية مقابل تنظيم رحلات السياحة والاستجمام الى مصايف كردستان شمالي العراق تتناسب مع دخل عدد من العائلات العراقية، وخصوصا الأثرياء». وأضاف «ان العديد من العراقيين باتوا يفضلون قضاء الاجازة الصيفية مع عائلاتهم في ربوع كردستان للتخلص من حرارة الصيف القائظ في بغداد وتردي الكهرباء ونقص الخدمات وتتحدث مها المياحي التي تدير مكتباً للسياحة والسفر في منطقة الداودي ببغداد «ان البرامج الترفيهية التي تتضمنها الرحلات السياحية الى كردستان تعد متنفساً للعديد من العراقيين الذين يرغبون في تناسي هموم السياسة ومعاناتهم من ازمة الكهرباء والوقود والخدمات والتخلص من ضغط العمل وحرارة الصيف الملتهبة». مضيفة «ان العائلات ذات الدخل الجيد تفضل الذهاب الى كردستان العراق، بينما البعض الاخر من ذوي المداخيل العالية جدا كالسياسيين والمسؤولين والتجار يفضلون قضاء الإجازة الصيفية في تركيا او قبرص او مصر وسوريا واليونان». وبسبب ازدياد درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء ازدهرت تجارة المهافيف جمع «مهفة» وهي مصنوعة من سعف النخيل مهمتها تحريك الهواء وكان العراقيون يستخدمونها منذ قرون سابقة .يقول ابو غزوان وهو رجل طاعن في السن يصنع المهافيف في سوق الصدرية الشهير وسط بغداد: كنت اصنعها في السابق من اجل التراث لكونها من فلكلور العراق القديم اما الان فانا اصنعها من اجل الاستعمال وباتت سلعة رائجة يتسوقها التجار لبيعها في ازقة وشوارع العاصمة وهي لصيقة بحياة الفقراء الذين لا يملكون سبلا لمواجهة الحر سوى الصبر. وتشهد شواطئ نهري دجلة والفرات في مناطق مختلفة تجمعات من الشباب الراغبين في السباحة هربا من درجات الحرارة المرتفعة، فمياه النهر «تعوض عنا ما عجزت عنه الكهرباء» كما يقول الشاب محمود سالم من مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار غربي العاصمة بغداد. فيما يقول صديقه غانم العيساوي: انه يأتي الى هذا المكان ثلاث مرات يوميا وحتى في الليل أحيانا مع بعض الأصدقاء والسباحة في النهر عندما تنقطع الكهرباء بشكل مخيف في منازلنا فيما يحاول العديد منهم وخصوصا في العاصمة بغداد بالتوجّه إلى المسابح الاهلية التي تفتح ليلا ونهارا. ومن كربلاء التي شهدت خلال الأسابيع الماضية، ومع ارتفاع درجات الحرارة، انتشارا كثيفا للبعوض وبعض الحشرات المؤذية تقول ساجدة الرفيعي من سكان مدينة كربلاء، أن ظاهرة انتشار البعوض بهذه الكثافة وفي معظم احياء كربلاء أمر لا يطاق، لا سيما خلال ساعات انقطاع التيار الكهربائي. وتضيف «أن الصيف الحالي شهد تحالفا بين الحر الشديد والبعوض الكثيف، مما جعل ليالي الكربلائيين صعبة».