في اطار برنامج الدورة التاسعة والثلاثين لمهرجان المنستير الدولي كان الجمهور الذي حضر بأعداد غفيرة بفضاء قصر الرباط على موعد مع الممثل جعفر القاسمي في تقديم لمسرحيته «التونسي.كوم»، التي كتب نصها المنشط نوفل الورتاني. جعفر بدا قبل الصعود على الركح متحمسا للقاء جمهور المنستير في أول عرض لمسرحيته الجديدة وقد صافحته «الشروق» في الكواليس وسألته إن كان في فورمة أم لا؟ فرد بالايجاب نافيا أن يكون قد أصابه الارهاق والتعب نتيجة للعمل الماراطوني الذي يقوم به هذه الصائفة لكنه مع ذلك لم يخف تذمره من ارتفاع درجة الحرارة وهو الذي كان جبينه يتصبب عرقا. تفاعل مع الجمهور وفي تمام الساعة العاشرة ليلا انطلق العرض، وقد تمكن جعفر من شد انتباه المتفرجين والتفاعل مع تدخلاتهم كما أضفى على النص بعض التحويرات، إذ تعرض الى خيبة المنتخب التونسي لكرة القدم أمام فريق بوتسوانا في أول مباراة له ضمن التصفيات المؤهلة الى كأس افريقيا.. جعفر الذي تناول أثناء العرض علاقة التونسي بالانترنات نجح في إضحاك المتفرجين واقتلاع البسمة من أفواههم فكان الانسجام ورد الفعل التلقائي خلال كامل الأحداث المقدمة بأسلوب ساخر وخاصة في اللقطة التي قلد فيها المنشط علاء الشابي في برنامجه عندي ما نقلك. توقف مفاجئ بعد خمس وأربعين دقيقة من انطلاق عرض مسرحية «التونسي.كوم» وفي الوقت الذي كان فيه الجمهور منتشيا ببعض اللقطات الواردة ضمن أحداث المسرحية توجه الممثل جعفر القاسمي وبدون سابق انذار بالخطاب الى الحضور وطلب منهم خمس دقائق للراحة ثم نزل من الركح. مرت الدقائق ولم يعد جعفر فتساءل الجمهور إن كان ما حصل تابعا لأحداث المسرحية أم أن هناك سببا آخر قويا جعل الممثل يقدم على هذه الخطوة ويتصرف بتلك الكيفية ولم يدم الانتظار طويلا، إذ صعد منشط السهرة وأعلم الجمهور بتوقف العرض بسبب توعك صحي مفاجئ طرأ على صحة الممثل جعفر القاسمي قبل أن يضيف بأنه تم نقله الى المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة لتلقي الاسعافات اللازمة وأن الحفل سيعاد في أقرب فرصة بعد التنسيق بين الشركة المنتجة وهيئة المهرجان ويتحتم على الجميع الاحتفاظ بقصاصات تذاكرهم. مشادة كلامية وتشابك بالأيدي مباشرة إثر الاعلان عن توقف العرض تحول الاعلاميون الى الكواليس للاطمئنان على صحة الممثل جعفر القاسمي وقد كان من بينهم فريق تصوير من قناة حنبعل حاول نقل ما يجري من خلال التقاط بعض المشاهد وهو ما لم يرق لأحد أعضاء الشركة المنتجة فمنع الكاميرامان من القيام بعمله لتندلع بذلك مشادة كلامية كبيرة تم خلالها تبادل عبارات السب والشتم وبلغت حد الدفع باليد ولولا تدخل الحاضرين لآلت الأمور وتطورت الى ما لا تحمد عقباه. في المستشفى رغم تطويق الخلاف وتهدئة النفوس، فإن طرفي النزاع ظلا متشنجين وبمجرد الانتقال الى المستشفى لمواكبة التطورات الحاصلة على مستوى صحة الممثل الذي تمّ ادخاله الى غرفة الفحص تم منع الصحفيين وكذلك بعثة قناة حنبعل من التقاط الصور فتأججت نار الغضب وحصل تشابك جديد بين مصور حنبعل وأحد أفراد الشركة المنتجة فتدخل رجال الأمن بقوة وتمكنوا من فض النزاع وتقريب وجهات النظر وحصل ذلك في مكتب رئيس المنطقة الأمنية. أما بالنسبة الى الممثل جعفر القاسمي فقد أعلمنا أحمد العقربي المتحدث باسم الشركة المنتجة أن حالته مستقرة ولا تشكل أي خطر على صحته وأن ما حصل كان نتيجة هبوط نسبة السكر في الدم نتيجة الارهاق وقلة التغذية لا غير وقد علمنا في ما بعد أن جعفر غادر المستشفى وهو في حالة جيدة.