كانت الأمور تسير على أحسن ما يرام لما انسحب الفنان جعفر القاسمي فجأة من ركح فضاء قصر الرباطبالمنستير وإثرها مباشرة تتالت الأحداث ليتم الاعلان فيما بعد عن نقله الى المستشفى للخضوع الى الفحص وتلقي العلاج. وقد أثبتت الفحوصات المجراة على جعفر وفق التصريحات التي أدلى بها ممثل الشركة المنتجة من أن السبب الرئيسي في ما حصل كان تدني نسبة السكر في الدم نتيجة الارهاق وقد كنا أشرنا الى ذلك في مقال الأمس.. هذا التصريح لم يستسغه جانب كبير من الجمهور الذي تابع العرض منذ بدايته والذي أكد ل«الشروق» أن جعفر كان في منتهى الاستعداد ولم تظهر عليه علامات الاعياء أو الفشل سواء قبل العرض أو أثناءه وانطلقت بمقتضى ذلك الايحاءات خلال الأحاديث الجانبية التي تقول إن جعفر تظاهر بالمرض واختلق الحكاية حتى يهرب من الجمهور بعد أن فقد تركيزه جراء تدخلات بعض الأنفار المتواجدين في فضاء قصر الرباط وللاشارة فقد كنا التقينا بالممثل القاسمي قبل العرض فعبر لنا عن نشاطه واستعداده لتقديم المسرحية وكان يقوم من حين الى آخر ببعض الحركات التسخينية كما لاحظنا أن جعفر التفت أثناء العرض الى بعض الجماهير التي كانت تتخذ مكانا داخل الفضاء وبادرها بالقول خليني نخدم وقد يكون ذلك وراء ما ذهبت إليه بعض الجماهير التي استنتجت أن العملية كلها مفبركة ولا أساس لها من الصحة. ومعلوم أن جعفر القاسمي فنان حساس ويمكن لأي كلمة أوتدخل في غير محله أن يفقده تركيزه وهو على الركح ويؤثر عليه. فبعد النجاح الذي عرفه في مسرحية واحد منا والاقبال الذي تشهده مسرحيته الجديدة«التونسي دوت كوم» وبعد أن أصبح أبرز الوجوه المسرحية في تونس قد يكون أحس بأن هناك من يريد عرقلته ويقف في طريقه وهو ما جعله يتصرف بتلك الكيفية في مهرجان المنستير حتى يتخلص من الضغط المسلط عليه.. وإذ نسوق هذه الاستنتاجات بكل احتراز فإننا لا نشك لحظة في حرفية هذا الفنان المتميز وفي حرصه على نجاح عروضه.