أعداد قليلة من الجماهير لم تتجاوز 300 متفرج قدموا الى المسرح الاثري بقرطاج أفواجا أفواجا جلهم أجانب قصد متابعة سهرة الجاز «التونسي» ان صح التعبير في الدورة الحالية لمهرجان قرطاج الدولي. المدارج تكاد تخلو من الحضور سوى بعض المحبين لموسيقى الجاز انتشروا على كامل مدارج المسرح الاثري بشكل مبعثر وتسلح العديد منهم بمنظار لمتابعة العازفين عن بعد... الصمت يخيم على أرجاء المكان سوى بعض التمتمات أو الجمل المنطوقة بلغات مختلفة لعديد المتابعين الاجانب... الاقبال كان محتشما والعرض لم يرق الى مستوى تطلعات محبي مهرجان قرطاج حتى أن الوجوه الاعلامية غابت ليلة «الجاز»... فكانت الاجواء تنبئ بالمل... كالعادة وفي حدود العاشرة انطلق الحفل الذي انقسم الى ثلاث فقرات افتتح الوصلة الاولى العازف التونسي وقائد الفرقة وجدي الشريف ليؤمن الوصلة الثانية منصف الجنود ويختتم بقية السهرة ياسين بولعراس الحضور تفاعل مع الانغام المقدمة والمعزوفات التي كانت تنم عن حرفية ومع ثلاثي الجاز التونسي... فوجدي شريف أمن وصلة لقيت بعض الاستحسان والشأن ذاته لمنصف جنود صاحب الشهرة الواسعة في عديد البلدان الاوروبية والولايات المتحدةالامريكية وللاشارة فإن هذا الفنان من أصل تونسي ويقيم حاليا في سويسرا تحدى اعاقته (فقدان البصر) وفي ظل غياب النظر تمكن من أن يكون أحد التونسيين المشهورين في عزف «الجاز» وخاصة الامريكي منه منصف بأنامله وبحاسته طوع آلة البيانو لتبعث أنغاما موسيقية... كانت شبيهة مع العازف التونسي ياسين بولعراس لما قدم مقطوعاته الموسيقية... ومجمل القول أن عرض الجاز لقي البعض من استحسان محبي الفن لكن ما ضر لو تمت برمجته في مهرجان يعنى بالجاز بعيدا عن مهرجان قرطاج المعروف بتوافد الجمهور بأعداد غفيرة والذي غاب ليلة أول أمس وترك المدارج وحيدة لموسيقى عرفت أوجها ابان الحرب العالمية الثانية وكانت تعبر عن السريالية وبالاحرى عن عذابات الزنوج في ظل وجود ما يسمى بالتمييز العنصري.. نقطة استفهام لمن برمج هذا العرض على ركح مهرجان قرطاج التليد ونقطة تعجب لمن راهن عليه مع العلم أنه لم يستقطب الجمهور لولا بعض الاجانب السياح الذين قدموا أفواجا أفواجا ربما لمتابعة العرض أو لاكتشاف المسرح الاثري بقرطاج بوابة الثقافة التونسية الى العالم.