أسدل الستار في نهاية الأسبوع الماضي على فعاليات الدورة التاسعة والثلاثين لمهرجان المنستير الدولي التي تضمنت 11 عرضا موسيقيا منها ستة أجنبية وأربعة عروض مسرحية بالاضافة الى عدة عروض سينمائية وأخرى موجهة الى الأطفال. ولعل ما شد انتباهنا ونحن نتابع مختلف فعاليات هذه الدورة هو الاقبال الجماهيري الكبير على مختلف العروض التي احتضنها قصر الرباط أو ملعب مصطفى بن جنات حيث كانت الفرصة مواتية لأحباء السهر من أبناء الولاية أو من المصطافين الذين حلوا من ولايات أخرى للحضور بأعداد غفيرة وقضاء أمتع الأوقات وأسعد اللحظات في ظل العروض المبرمجة والتي كانت متنوعة وملبية لجميع الأذواق والتي جعلت من هذا المهرجان أحد أبرز المهرجانات الدولية في الجمهورية. عروض كبرى في البال يمكن الجزم بأن هيئة مهرجان المنستير الدولي كسبت الرهان من خلال اختياراتها للسهرات الفنية الكبرى فهذه السهرات التي أحياها كل من سلطان الطرب جورج وسوف وفناني الرومانسية وائل جسار وفارس كرم كانت ناجحة على جميع المستويات فنيا وتنظيميا مما يزيد في يقين العاملين بالحقل الثقافي بأهمية برمجة مثل هذه الحفلات التي تعطي المهرجان بعدا دوليا واشعاعا كبيرا بما يساهم في ادخال حركية ثقافية بالمدينة خلال فصل الصيف وعموما فإن هذه السهرات شكلت الحدث وستظل في بال الجماهير التي حضرتها واستمتعت بمشاهدة نجوم الاغنية العربية. المسرح الفردي يتألق لم يكن النجاح حليف الحفلات الكبرى فقط وانما رافق ايضا المسرحيات الاربع التي تم عرضها وهي تباعا «البرّاني على برة» لرياض النهدي و«التونسي دوت كوم» لجعفر القاسمي و«صنع في تونس» للطفي العبدلي و«مدام كنزة» لوجيهة الجندوبي فهذه المسرحيات التي اختلفت في مضامينها اتحدت في ادخال البسمة عل الجمهور الحاضر بأعداد كبيرة غص بها فضاء قصر الرباط وأكدت الانتعاشة التي يعيشها المسرح الفردي فكانت الافادة والمتعة والترفيه عن النفس. أماني ونور بامتياز ونحن نتحدث عن الدورة التاسعة والثلاثين لمهرجان المنستير الدولي لا يمكن ان نغفل عن الاشادة بالحفلين اللذين أحياهما كل من نور شيبة وأماني السويسي فهذان العرضان كانا رائعين الى أبعد الحدود واستطاع من خلالهما الجمهور التخلص من الضغط اليومي واشباع رغبات الجسد في الرقص... ولعل نجاح هذين الفنانين هو نجاح للفن التونسي وللفنانين المجتهدين بما يؤكد ان النجاح لا يكون دائما للوافدين من خارج الحدود. قناديل النور في رمضان عاش جمهور مهرجان المنستير الدولي خلال احدى السهرات الرمضانية عرضا أثثه الشيخ حاتم الفرشيشي مثل خير فاتحة للشهر الكريم وكان فيه الموعد مع الأغاني ذات الصبغة الدينية والمتعة الروحية وقد تألق هذا الفنان في أداء مجموعة من الأغاني حازت اعجاب الجمهور الحاضر وكانت بحق قناديل نور أضاءت ليالي رمضان. تكريم المدير السابق كان لابد من الاعتراف بالجميل للسيد محمد صالح العتيل المندوب الجهوي للثقافة بالمنستير والذي أحيل مؤخرا على التقاعد والمدير الاسبق للمهرجان لعدة سنوات على ما قدمه من خدمات جليلة للقطاع الثقافي في الجهة وقد جاءت هذه الحركة النبيلة في حفل الاختتام الذي أحيته فرقة الشباب للموسيقى العربية بالمنستير فكان التكريم من قبل السيد خليفة الجبنياني والي المنستير... تكريم قد يعني الكثير لرجل يرى أن اسهامه في دفع النشاط الثقافي بالولاية لا يعدو ان يكون سوى واجب من المفروض ان يقدمه تجاه مدينته. نحو الأفضل طوت إذن الدورة التاسعة والثلاثين لمهرجان المنستير فعالياتها ولكنها تركت عدة نقاط ايجابية تجعلنا نتفاءل بمستقبل قادم الدورات في ظل هيئة مديرة شابة يقودها الاعلامي المتميز يافت بن حميدة الذي اكتسب من خلال هذه التجربة الاولى الخبرة الكافية التي ستساعده بكل تأكيد على تخطي بعض الصعاب والعراقيل التي لا يخلو منها عمل فيه اجتهاد وبحث عن روح المبادرة والتجديد.