«أشعر بأنني شاب أكثر من أي وقت مضى»، هذا ما ردّده الحارس المخضرم حسّان البجاوي (35 عاما)، بعد ظهوره ضمن التشكيلة الأساسية التي واجه بها المستقبل الرياضي بالمرسى ترجي جرجيس خلال الجولة الافتتاحية، وقد جاءت مشاركة البجاوي لتؤكد ظاهرة جديدة اجتحات بطولتنا المحلية في الموسم الحالي وتتمثل في تواجد العديد من اللاعبين الذين تجاوزوا عتبة الثلاثين ومع ذلك فقد رفضوا الاستسلام أو الاعتزال وقرروا قهر الزمن بحثا عن الأمجاد والألقاب فإن لم يتحقق ذلك فيكفيهم فخرا تحطيم رقم قياسي يخلّد أسماءهم بعد مغادرة الميادين.. لا بأس في أن يتعزز رصيدهم البنكي تحسبا لتقلبات الزمن خاصة وأنهم أكثر من يدرك الآن أن الشباب غير مردود بعد أن لحقهم المشيب فأين منه المهرب؟ «الشروق»، تطرّقت الى هذه الظاهرة استنادا الى المعطيات والأرقام وكذلك الى ما قاله الطبّ بشأنها بالاضافة الى ما نطق به الحارس حسّان البجاوي أحد اللاعبين المخضرمين في بطولتنا المحلية، فكان التحقيق التالي: قائمة طويلة شملت قائمة اللاعبين المخضرمين العديد من الأسماء في مختلف الفرق على غرار عادل النفزي (16 3 1974)، الذي أبى إلاّ أن يواصل المشوار مع النادي الافريقي لموسم اضافي قد يكون مرفوقا بلقب جديد أو أكثر وربّما يتمكن من تحطيم رقم قياسي آخر على مستوى المحافظة على عذارة شباكه بعد أن سبق له تحطيم رقم قدره 1270 دقيقة خلال موسم 2007/2008 أي أنه سيتحدى نفسه هذه المرة بعد أن سبق له وأن تحدى الآخرين وواجه بصبر كبير حتى من نعته بالحارس «الشيخ» وهي التسمية الشهيرة التي عرف بها حارس المنتخب الايطالي سابقا «دينوزوف»، الذي تحصّل على كأس العالم مع منتخب بلاده عام 1982 وكان عمره آنذاك 40 عاما و4 أشهر. سانطوس وبيوض يذكر أن النفزي يفوق الحارس عاطف دخيل الذي كان يتدرب معه جنبا إلى جنب بحوالي 16 عاما بحكم أن دخيل من مواليد عام 1990. وقد شملت هذه القائمة أيضا الهداف التاريخي للمنتخب الوطني التونسي «سيلفادوس سانطوس» الذي عاوده الحنين مجدّدا الى فريق جوهرة الساحل (من مواليد عام 1979)، وكذلك اللاعب الدولي السابق عادل الشاذلي ولاعب النادي الافريقي أسامة السلامي (من مواليد 22 6 1979)، ورفيقه في الفريق مهدي مرياح (من مواليد 5 6 1979)، هذا بالاضافة الى عدّة أسماء أخرى وفي مقدمتها الحارس المخضرم حمدي بيوض الناشط في صفوف الأمل الرياضي بحمام سوسة وهو (من مواليد 28 6 1973)، والذي لا يفوق زميله السابق محمد الزوابي سوى بأشهر معدودة بما أن الحارس الرحالة الزوابي (من مواليد 11 11 1973) وضمّت هذه القائمة أيضا صانع ألعاب نادي حمام الأنف وقائده المحنّك أنيس بن شويخة (من مواليد 17 9 1975) ورفيقه في الفريق السينغالي سليم سيسي (من مواليد 15 11 1975) ويضم فريق «بوقرنين» أيضا ثنائيا آخر مخضرما والأمر يتعلق هنا بالحارس أحمد الجوّاشي (من مواليد 13 7 1975) والمهاجم طارق الزيادي (من مواليد 24 7 1979) وتنضاف الى هذه القائمة أسماء أخرى مثل صابر المحمدي (من مواليد 12 2 1979) ووليد قدّاش (من مواليد 9 7 1976) ووجيه الصغير (من مواليد 7 8 1978) ونعيم بالربط (من مواليد 30 1 1978).. وغيرهم. حسّان البجاوي (شهادة حيّة): لن أعتزل إلاّ بعد تحطيم رقم قياسي جديد يبدو أن الحارس حسّان البجاوي (من مواليد 14 فيفري 1975) يطبق قاعدة «اغترب تتجدّد» بما أنه عرف في مشواره الكروي أكثر من محطة على غرار النادي البنزرتي والملعب التونسي والنادي الصفاقسي وترجي جرجيس ومؤخرا المستقبل الرياضي بالمرسى.. «الشروق» تحدثت الى البجاوي الذي بات بحوزته الآن 19 موسما في البطولة التونسية فقال: «في الحقيقة أشعر بشباب متجدّد وهو ما جعلني أواصل مشواري الكروي بثبات ولكن ذلك لم يكن من فراغ مثلما قد يعتقد البعض بل هو نتيجة حتمية للانضباط التام داخل الملعب وخارجه وتجنب جميع العادات السيئة كالسهر مثلا، فأنا أحرص شخصيا على الخلود الى النوم في ساعة باكرة من الليل هذا بالاضافة الى عدم الاكتفاء بالتدرب مع الفريق إذ لا أتردد في اجراء سلسلة من التدريبات بصفة منفردة في احدى قاعات الرياضة محافظة على لياقتي البدنية.. وشخصيا أتطلع الآن الى تحطيم رقم قياسي عندما أبلغ سقف 20 موسما في البطولة المحلية وأكون بذلك قد حققت رقما قياسيا سيكون أفضل تعويض لعدم تتوجي بالألقاب مع الفرق التي تقمصت ألوانها». ماذا قال الطب؟ تحدثا كذلك الى الدكتور محسن الطرابلسي بشأن هذه الفئة من اللاعبين الذين تجاوزوا عتبة الثلاثين فأكد ما يلي: «بمجرد أن يبلغ اللاعب سنّ الثلاثين عاما تلاحقه علامات الشيخوخة والتي تتمثل بالخصوص في ارتفاع دقات القلب ويفتقد الجسم تدريجيا الى عنصر المرونة وهو ما يجعله مطالبا باتباع جملة من الاجراءات العملية وفي مقدمتها الالتزام بالانضباط التام وتجنب السهر لساعات متأخرة من الليل والحرص على تناول غذاء متوازن والاقبال على التمارين الخاصة بإزالة الارهاق..». ولم يخف الدكتور محسن الطرابلسي الذي خبر اللاعبين المحليين جيدا طيلة 28 عاما في ميدان الطب عن اسم اللاعب الذي قد يشكل مثالا يحتذى في هذا الصدد فقال دون تردد: «إنه بكل تأكيد الحارس الدولي السابق علي بومنيجل فقد شكل فعلا الاستثناء إذ أن انضباطه التام ساهم بشكل كبير في نجاحه ومواصلة مشواره الكروي حتى سنّ متأخرة».