قال عبد العزيز ناجي المعتقل الجزائري السابق في غوانتنامو أنه شاهد ألوانا من التعذيب والإهانة للكرامة الإنسانية في المعتقل الأمريكي، مؤكدا أن ما رآه وما تعرض له يفوق التصور وأنه لا علاقة له بالقيم الإنسانية وبحقوق الإنسان التي تتشدق بها الحكومة الأمريكية. وأضاف ناجي في حوار نشرته صحيفة «الخبر» أول أمس أن أشخاصاً مسالمين تعرضوا للتنكيل ولانتهاك أعراضهم، مما ساقهم إلى الجنون، فقد أرغموا على إظهار عوراتهم أمام جنود أمريكيين كانوا يتفننون في ملامسة أجسادهم. وقال أن ما جرى خلف الأسلاك الشائكة في غوانتنامو يندى له الجبين، لأن الأمر يتعلق بالمساس بالحرمة الجسدية والمعنوية لأشخاص أبرياء، مؤكدا أن التاريخ سيكشف يوما الوجه القذر للأمريكيين. وأكد أنه يحتفظ في ذاكرته بالكثير من الصور البشعة من بينها ذكرى شاب يمني كان من الناشطين المدافعين عن حقوق المعتقلين، موضحا أنه «كان يتمتع بصحة عقلية جيدة، لكن القائمين على المعتقل اقتادوه عنوة إلى المصحة، وأجبروه على تناول أدوية مهلوسة دفعته إلى الانتحار بواسطة رباط مطاطي نزعه من ملابسه الداخلية»›. وذكر أن المعتقلين عوملوا منذ لحظة القبض عليهم كحيوانات وليس كبشر، مؤكدا أنه عندما ألقي عليهم القبض في أفغانستان كمشتبه فيهم نقلوا من قاعدة «باغرام» إلى معتقل غوانتنامو، وأنهم كانوا طول الرحلة مكبلين وأيديهم وراء ظهورهم، ونظارات مضغوطة و«برقع» فوق رؤوسهم، وكلما حاولوا التحرك تمزقت أجسادهم، الأمر الذي جعل الكثير من المعتقلين ينزفون من عدة أماكن في أجسامهم، وأنه من هول العذاب هناك من تبول وقضى حاجته في ملابسه وانبعثت منه روائح كريهة طوال الرحلة. وعاد المعتقل الجزائري بذاكرته إلى لحظة اعتقاله، إذ حضر ثلاثة أمريكيين رفقة رجال من المخابرات الباكستانية، الذين كانوا يعملون لحساب القوات الأمريكية مقابل مبالغ مالية، وأنهم كانوا يكنون عداء غير عادي للعرب، مشيرا إلى أنه اقتيد إلى معتقل بيشاور، وخضع لتحقيق من رجال مخابرات باكستانيين، وأنهم اتهموه زورا بالانتماء إلى جماعة «لشكر طيبة» المشهورة في كشمير الباكستانية.